في تطور صادم هز أسواق مواد البناء المصرية، انهارت أسعار الحديد بنسبة 10% خلال شهر واحد - أكبر هبوط تشهده الصناعة منذ بداية 2025. توفير يصل إلى 175 ألف جنيه لكل 50 طن أصبح حقيقة مذهلة للمقاولين الأذكياء، بينما يحذر الخبراء: "فرصة ذهبية قد لا تتكرر، لكن الارتفاع المفاجئ قادم خلال أسابيع".
الأرقام تحكي قصة مثيرة: بينما يشهد العالم تباينا في أسعار الحديد، سجل السوق المصري انخفاضا تاريخيا وصل متوسط الأسعار فيه إلى 34,505 جنيه للطن. فجوة سعرية مذهلة تبلغ 2,700 جنيه تفصل بين أغلى الشركات (حديد عز بـ35,500 جنيه) وأرخصها (بيانكو ومصر ستيل بـ33,000 جنيه). "لم أصدق عيني عندما رأيت الأسعار الجديدة"، يقول أحمد المقاول من الجيزة، "وفرت 300 ألف جنيه في مشروعي الجديد بمجرد تأجيل الشراء أسبوعين".
خلف هذا الانهيار قصة معقدة من التقلبات العالمية والسياسات المحلية. الرسوم الوقائية المفروضة منذ سبتمبر 2024 كانت تهدف لحماية الصناعة المصرية، لكن التباين في الطلب العالمي وضغوط المنافسة المحلية خلقت عاصفة مثالية. أسعار الخردة العالمية المستقرة عند 357 دولار للطن وخام الحديد عند 105 دولار تحكي قصة مختلفة عن السوق المحلي المتأرجح. خبراء الاقتصاد يقارنون الوضع بأزمة 2008: "نفس الأعراض، انخفاض حاد يسبق عاصفة ارتفاع أقوى".
على أرض الواقع، تتحرك عجلة البناء بوتيرة محمومة. فاطمة المطورة العقارية تروي نجاحها: "أطلقت مشروع 100 وحدة سكنية بعد انخفاض الأسعار، وفرت 2 مليون جنيه في التكلفة". بالمقابل، يعاني العمال في مصانع الحديد من القلق. علي العامل في مصنع عز يحكي: "الإدارة تتحدث عن تقليل ساعات العمل، والكل خائف على وظيفته". السيناريوهات المحتملة متضاربة: استقرار مؤقت قد يدوم شهورا، أو ارتفاع مفاجئ يفوق التوقعات خلال أسابيع. النصيحة الذهبية: شراء تدريجي ومراقبة مستمرة للأسواق العالمية.
في نهاية المطاف، تبقى أسواق الحديد لغزا معقدا يتطلب ذكاء استثماري حاد. الفرصة الذهبية متاحة اليوم بوفورات تصل لمئات الآلاف، لكن عليك التحرك بحذر. السؤال الأهم: هل ستستغل هذا الانخفاض التاريخي لتحقق حلمك في البناء، أم ستنتظر حتى تندم على الفرصة الضائعة؟ الساعات القادمة حاسمة، والقرار في يديك.