في تطور صادم يهز عالم كرة القدم العربية، تقف فلسطين على بُعد 90 دقيقة فقط من كتابة التاريخ والوصول لنصف نهائي كأس العرب لأول مرة في تاريخها. مدرب لم يخسر بطولة قارية منذ 8 سنوات يواجه فريقاً حقق المستحيل بـ5 نقاط فقط - إنها المواجهة الأكثر إثارة في ربع النهائي حيث تصطدم خبرة الفرنسي هيرفي رينارد العالمية بحلم إيهاب أبو جزر الفلسطيني الجارف.
داخل الكاتدرائية الذهبية لوسيل غداً، ستدق ساعة الحقيقة لمواجهة تحبس الأنفاس. أحمد السالم، مشجع سعودي من الرياض، لا ينام الليل خوفاً من تكرار صدمة الأرجنتين: "لا أستطيع أن أتخيل خسارة أمام فريق يلعب ربع نهائي لأول مرة في التاريخ". على الضفة الأخرى، محمد أبو نعمة، مشجع فلسطيني من غزة، يرقص فرحاً: "نحن لا نخسر شيئاً.. كل ما نربحه هو تاريخ إضافي". الأرقام تصرخ بوضوح: 6 بطولات قارية في جعبة رينارد مقابل صفر خبرة دولية لأبو جزر، لكن كرة القدم علمتنا أن الأرقام أحياناً مجرد حبر على ورق.
القصة بدأت قبل أسابيع عندما صعقت فلسطين قطر المضيف بهدف نظيف في افتتاحية تاريخية، ثم واصلت العجائب بالعودة من هدفين أمام تونس لتنتزع تعادلاً ثميناً. د. سامي الجعبري، محلل كرة القدم الآسيوية، يؤكد: "ما تفعله فلسطين يفوق المنطق الرياضي.. إنها قوة الروح التي لا تُقاس". بينما رينارد، الذي غاب عن مباراة لحضور قرعة كأس العالم، يعود بخطة محكمة اعتمدت على سياسة المداورة الذكية. مثل مواجهة داود وجالوت، فلسطين الصغيرة تقف أمام عملاق السعودية في معركة ستحدد مصير أحلام شعب بأكمله.
عمر القضماني، الصحفي الذي حضر جميع مباريات فلسطين، يصف اللحظة: "الأعلام الفلسطينية ترفرف بين الخضر السعودي تحت أضواء لوسيل الذهبية.. مشهد لن يُنسى". تأثير هذه المباراة يتجاوز الملعب الأخضر - ملايين العرب ستتوقف لمشاهدة هذا التاريخ، والنتيجة ستغير جذرياً مكانة فلسطين في كرة القدم الآسيوية. سالم الدوسري وصالح الشهري أمام حامد حمدان وزيد قنبر، نجوم محلية تحلم بالعالمية أمام أبطال يكتبون ملحمة شعبية. الفرصة ذهبية لفلسطين وقد لا تتكرر لسنوات، بينما السعودية تحمل عبء الأفضلية الثقيل.
هل ستصنع فلسطين المعجزة وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه؟ أم ستنتصر خبرة رينارد ومنطق كرة القدم؟ الإجابة تنتظرنا غداً في لوسيل، حيث كرة القدم العربية على موعد مع ليلة قد تُعيد كتابة كل القواعد. لا تفوتوا مشاهدة التاريخ وهو يُكتب أمام أعينكم - فبعض اللحظات تحدث مرة واحدة فقط في العمر.
