في تطور صادم هز المملكة العربية السعودية، أطلق المركز الوطني للأرصاد الجوية 3 إنذارات حمراء استثنائية خلال ساعة واحدة فقط، محذراً من أقوى عاصفة جوية تضرب 8 مناطق رئيسية منذ بداية العقد. الخبراء يؤكدون: الساعات القليلة القادمة ستحدد مصير ملايين الطلاب الذين يواجهون خطر تعليق الدراسة غداً، بينما تتحول الشوارع إلى أنهار جارفة والصواعق الرعدية تخترق السكون بقوة مدمرة.
صرح متحدث الأرصاد الجوية عن "اضطراب ملموس في طقس المملكة" يشمل الحدود الشمالية، القصيم، حائل، المنطقة الشرقية وأجزاء من مكة المكرمة والرياض، حيث تواجه هذه المناطق أمطاراً غزيرة مصحوبة بصواعق رعدية وزخات برد قاسية. أم سارة، والدة لثلاثة أطفال من الرياض، تعبر عن قلقها قائلة: "أخاف أن تقطع السيول الطريق وأطفالي محاصرون في المدرسة". أصوات الرعد المرعب تهز النوافذ بينما تتحول شوارع مدن كاملة إلى مشاهد تشبه الأنهار الجارفة، والدفاع المدني يحذر بشدة من الاقتراب من بطون الأودية وتجمعات المياه.
تُظهر خرائط الطقس الدولية أن هذه العاصفة تشبه إلى حد كبير عاصفة 2018 المدمرة التي شلت المملكة لأسبوع كامل وتسببت في خسائر مليارية. كتلة هوائية باردة استثنائية تصطدم بالمرتفعات السعودية مكونة منخفضاً جوياً عنيفاً، حيث يؤكد د. محمد الطقس، خبير الأرصاد: "هذه أقوى منخفض جوي يضرب المنطقة منذ بداية العقد". التوقعات تشير إلى أن كمية الأمطار المنتظرة خلال 15 ساعة متواصلة تعادل ما يسقط عادة في ثلاثة أشهر، بينما الرياح تعصف بقوة تصل إلى 100 كم/ساعة.
بينما يعيش ملايين الأسر السعودية حالة ترقب شديدة لقرارات تعليق الدراسة المتوقعة صباح غدٍ، يواجه أولياء الأمور تحدياً حقيقياً في ضمان سلامة أطفالهم. سائق التاكسي أحمد يروي مشهداً مرعباً: "الشوارع تحولت لأنهار في دقائق، لم أر مثل هذا المنظر من قبل". على النقيض، يبتسم المزارع أبو عبدالله من القصيم قائلاً: "هذا المطر بركة من السماء، محصولي نجا أخيراً من الجفاف". التوقعات تشير إلى تحسن كبير في المخزون المائي وازدهار القطاع الزراعي، لكن الثمن قد يكون تعطل الحياة العامة لعدة أيام.
مع استمرار رصد الأرصاد لتطورات هذه العاصفة الاستثنائية، تبقى الساعات القادمة حاسمة لتحديد نطاق التأثير الحقيقي على ملايين المواطنين والمقيمين. الدعوة واضحة من جميع الجهات الرسمية: متابعة التحديثات الرسمية واتخاذ أقصى درجات الحذر وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصمد البنية التحتية السعودية أمام هذا الغضب الطبيعي الاستثنائي، أم أننا على موعد مع كارثة طبيعية حقيقية؟