في تطور يُعيد إشعال جدل التحكيم العربي، كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تعيين طاقم حكام مصري بقيادة الحكم الدولي أمين عمر لإدارة المواجهة المصيرية بين المنتخب السعودي ونظيره الفلسطيني غداً الخميس في ربع نهائي كأس العرب. القرار أثار تساؤلات حادة بين الجماهير السعودية حول إنصاف التحكيم في مباراة تختصر 23 سنة انتظار لإنجاز عربي كبير في 90 دقيقة حاسمة فقط.

على استاد لوسيل المهيب، سيواجه أكثر من 50 مليون قلب سعودي ينبض خوفاً وأملاً اختباراً حقيقياً لحلم طال انتظاره. "هذه ليست مجرد مباراة، بل امتحان لكل الاستثمارات المليارية في كرة القدم السعودية،" يؤكد د. عبدالله المالكي، المحلل الكروي السعودي. أحمد العتيبي، مشجع سعودي دفع 12,000 ريال لحضور المباراة مع عائلته، يعبر عن قلقه: "نخشى من تكرار خيبات سابقة، خاصة مع حكم من خارج الخليج." الأرقام تُظهر هيمنة سعودية تاريخية بـ15 انتصاراً من 17 مواجهة أمام فلسطين، لكن الإحصائيات قد تكون مُضللة في كرة القدم.

الخلفية التاريخية تكشف أن السعودية تضخ مليارات الريالات لبناء منتخب قادر على منافسة العمالقة ضمن رؤية 2030، وها هي تواجه أولى الاختبارات الحقيقية لهذه الاستثمارات الضخمة. مثلما فاجأت السعودية الأرجنتين في كأس العالم 2022، قد تكتب فلسطين التاريخ اليوم بمفاجأة أكبر تحت إدارة حكم مصري. "على الورق السعودية أقوى، لكن في الميدان القلوب هي التي تحدد النتيجة،" يحذر خبير كروي عربي. طاقم التحكيم المصري بقيادة أمين عمر، ويعاونه محمود أبو الرجال وأحمد توفيق طلب، سيحمل مسؤولية ثقيلة في مباراة تتجاوز أهميتها الحدود الرياضية.

التأثير على الحياة اليومية سيكون هائلاً، فالسعودية ستتوقف تماماً لـ90 دقيقة، والمقاهي محجوزة بالكامل، والشوارع ستصبح خاوية كأنها مدينة أشباح. سالم الدوسري، قائد الأخضر الذي سجل 3 أهداف في البطولة، يحمل على كتفيه أحلام شعب بأكمله، بينما 80 ألف متفرج سيملؤون استاد لوسيل بضغط نفسي مُضاعف على اللاعبين. النتيجة ستحدد مستقبل هيرفي رينارد مع المنتخب، وثقة جيل كامل في قدرة السعودية على المنافسة عربياً وعالمياً. محمد الحربي، الصحفي الرياضي الذي حضر 20 مباراة للمنتخب السعودي، يصف الأجواء بـ"الأخطر والأهم منذ سنوات، والحكم المصري سيكون تحت مجهر 300 مليون عربي."

بين هتافات 80 ألف متفرج تصم الآذان وبحر من اللون الأخضر في المدرجات، ستتحدد خلال ساعات قليلة ملامح المستقبل الكروي العربي. فوز = انفجار فرح جماهيري وثقة معنوية هائلة، خسارة = صدمة نفسية وتساؤلات حول جدوى الاستثمارات المليارية. 90 دقيقة تختصر 23 سنة انتظار، ونجوم يحملون أحلام 35 مليون مواطن، وحلم عربي معلق بخيط رفيع تحت إدارة حكم مصري. السؤال الحارق: هل ستكون اليوم بداية عصر ذهبي جديد، أم نهاية حلم كلّف مليارات الريالات؟ الإجابة خلال ساعات قليلة فقط...