في فضيحة مالية تهز أركان الرياضة السعودية، يربح نادي روما الإيطالي 8 مليون يورو من لاعب لم يشركه دقيقة واحدة، بينما يجلس سعود عبدالحميد عامين كاملين في دكة البدلاء. الأرقام صادمة: انتقل بـ2 مليون، سيعود بـ10 مليون، والنادي الإيطالي يضحك على طريقه للبنك.
تفاصيل الكارثة المالية بدأت عندما انتقل سعود عبدالحميد إلى روما بمبلغ 2 مليون يورو بعقد ممتد حتى 2028، لكن الحلم الأوروبي تحول إلى كابوس حقيقي. "نادي سعودي خسر لاعب يملك عقده، لاعب سعودي خسر سنتين في الدكة" كما علق الناقد الرياضي خالد القحطاني بمرارة واضحة. أحمد المشجع، 28 عاماً، الذي تابع سعود منذ بداياته يقول بحسرة: "كنا نحلم برؤيته نجماً في أوروبا، لكن الواقع أن موهبتنا تُستغل مالياً فقط."
هذه ليست الحالة الأولى، بل نمط متكرر من الاستغلال الأوروبي للمواهب العربية. مثلما حدث مع لاعبين عرب آخرين ضاعوا في أوروبا دون تحقيق أحلامهم، تتكرر المأساة بشكل منتظم. د. عبدالله التركي، خبير اقتصاديات الرياضة، يحذر: "الأندية الأوروبية تتعامل مع لاعبينا كاستثمار مالي محض، ليس كمواهب رياضية." الأرقام تتحدث عن نفسها: زيادة 400% في القيمة خلال عامين من الجلوس في الدكة!
التأثير يتجاوز الأرقام ليصل للشباب السعودي الحالم بالاحتراف الأوروبي. فهد المدرب السابق، الذي عمل مع سعود، يكشف: "الشباب بدأوا يفقدون الثقة في إمكانية النجاح أوروبياً." النتيجة المؤلمة: معنويات محطمة، مواهب ضائعة، وأموال متدفقة من الجيوب السعودية للحسابات الأوروبية بسرعة الضوء. الأندية السعودية الآن مطالبة بدفع أضعاف المبلغ الأصلي لاستعادة لاعب أُهدر لسنتين.
المحصلة النهائية مؤلمة: نادي سعودي خسر موهبة، لاعب ضيع عامين ثمينين، ونادي أوروبي يحصد أرباحاً طائلة دون جهد. السؤال المحوري: كم موهبة سعودية أخرى ستضيع في دهاليز الاستغلال الأوروبي قبل أن تتعلم أنديتنا وضع شروط حماية صارمة لحماية مستقبل أبنائنا الرياضي؟
