في 48 ساعة فقط، تودع عائلة مصرية عريقة الأم التي ربطت أجيالها لعقود، حيث رحلت صباح اليوم الأربعاء السيدة فريدة خميس، شقيقة رجل الأعمال الراحل محمد فريد خميس، تاركة خلفها إرثاً من المحبة والعطاء امتد عبر أجيال. لم تكن مجرد أم... بل كانت القلب النابض لإحدى أشهر العائلات التجارية في مصر، والآن لدى المحبين فرصة أخيرة لتوديعها في مراسم ستُقام اليوم عقب صلاة العصر.
تركت الفقيدة وراءها أربعة أبناء هم فريد وهشام وشيماء وأشرف شعبان، إضافة إلى إخوتها محمود خميس وفريال وفتينة، في مشهد يعكس تماسك عائلة واجهت فقدان عمودها الأساسي. فريد شعبان، الذي فقد والدته وعمه في سنوات قليلة، يجسد معاناة جيل كامل فقد مصادر الحنان والحكمة. كما عبر أبو أحمد، جار العائلة منذ 30 عاماً: "كانت الأم التي لم تنجب أطفالها فقط، بل ربت جيلاً كاملاً من الأحفاد"، مؤكداً أن رحيلها ترك فراغاً لن يُملأ.
عائلة خميس، التي تُعد من العائلات التجارية العريقة في مصر، تواجه الآن تحدي إعادة تنظيم صفوفها بعد فقدان شخصية محورية ثانية، بعد وفاة محمد فريد خميس سابقاً. هذا الفقدان المتتالي يذكرنا كما فقدت مصر أم كلثوم، فقدت عائلة خميس أمها الحنون، حيث كانت المتوفاة بمثابة الجذر الذي يربط أغصان الشجرة العائلية. خبراء الشؤون الاجتماعية يؤكدون أن مثل هذه الفقدانات تعيد تشكيل ديناميكية العائلات الكبيرة، وتتطلب إعادة توزيع الأدوار والمسؤوليات.
سيشهد مسجد التوحيد بجوار صيدناوي في العاشر من رمضان اليوم مراسم التشييع، بينما سيُقام العزاء غداً الخميس في مسجد القوات المسلحة بمدينة نصر، في مشهد يجمع بين همسات القرآن ونشيج الأطفال ودعوات الرحمة. هذا الرحيل يذكر كل منا بضرورة تقدير من حولنا من كبار السن، وأهمية قضاء وقت أكثر معهم قبل فوات الأوان. التجمعات العائلية المتوقعة في الأيام القادمة ستكون فرصة لتقوية الروابط وتخليد ذكرى المتوفاة بأعمال الخير والبر.
رحلت السيدة فريدة خميس تاركة وراءها إرثاً من القيم والمحبة سيستمر عبر الأجيال، وبينما تجتمع العائلة لتودعها بالدعاء والتراحم، تبقى ذكراها منارة تضيء طريق من تركتهم خلفها. إن هذا الفقدان يطرح سؤالاً مهماً على كل منا: هل نقدر من حولنا قبل أن نفقدهم؟ وتدعو الأسرة كل من عرف المتوفاة للدعاء لها بالرحمة والمغفرة، سائلين الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.