في تطور مذهل هز الأوساط التقنية، كشف 85% من شباب المملكة عن امتلاكهم أفكاراً تقنية عبقرية، بينما 90% منهم لا يجدون من يؤمن بأحلامهم. لكن في تبوك اليوم، شاب عمره 24 عاماً غيّر هذه المعادلة تماماً عندما حصل على نصف مليون ريال مقابل روبوت صنعه في غرفته! 48 ساعة فقط منذ انطلاق أول معرض تقني في تبوك، والمستثمرون يتدافعون لاكتشاف المواهب الخفية التي قد تحول المملكة لقوة تقنية عالمية.
انطلق معرض "رواد المستقبل التقني الأول" في الكلية التقنية بتبوك كحدث تاريخي يضع المنطقة على خريطة الابتكار السعودي والعربي. شهد المعرض أول حضور وزاري لمعالي وزير التعليم يوسف البنيان، الذي صرح: "ما رأيته اليوم يفوق كل التوقعات ويضع تبوك في مقدمة المناطق المبدعة". أحمد الرشيدي، 24 عاماً, المطور الشاب الذي ابتكر روبوتاً زراعياً ذكياً، يروي لحظة توقيع العقد: "كنت أرتجف من الإثارة عندما رأيت المستثمرين يتنافسون على مشروعي الذي بدأته كحلم في غرفتي".
هذا الحدث الثوري لم يأتِ من فراغ، بل يُعد تنفيذاً مباشراً لرؤية 2030 وحاجة المناطق الحدودية لمحركات نمو اقتصادي جديدة. المهندس علي البلوي، مدير عام التدريب التقني بتبوك، يؤكد: "شبابنا أثبتوا أنهم قادرون على منافسة العالم، وهذا مجرد البداية". الخبراء يتوقعون تطور تبوك لتصبح مركزاً تقنياً إقليمياً خلال 5 سنوات، مقارنةً بمعرض لندن الكبير عام 1851 الذي غيّر وجه الصناعة، فإن معرض تبوك قد يغير وجه التقنية في المملكة.
التأثير على الحياة اليومية بدأ فوراً، حيث تتسارع طلبات الالتحاق بالتدريب التقني، وتتزايد فرص العمل الجديدة للشباب. سارة المحمدي، 22 عاماً, متدربة برمجة، تتنهد بارتياح: "كنت أحلم لسنوات بعرض تطبيقي الذكي لكن لم أجد الفرصة حتى اليوم. الآن أشعر أن أحلامي باتت قريبة المنال". د. محمد التميمي, خبير الذكاء الاصطناعي، يحذر: "هذه فرصة ذهبية للمستثمرين، لكن إذا لم نستثمر هذه المواهب محلياً، فسنفقدها لصالح مناطق أخرى". فهد البلوي، رجل أعمال محلي، يعبر عن دهشته: "لم أتخيل أن أبناء منطقتنا وصلوا لهذا المستوى من الإبداع".
المعرض الذي ضم 5 أجنحة تقنية متطورة شمل الحلول التقنية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي، يُعد البداية الحقيقية لثورة تقنية في الشمال السعودي. مع توقع نمو الاستثمارات التقنية بقيمة 3 مليار ريال في المناطق الحدودية خلال 2025، وإطلاق عشرات الشركات الناشئة، تقف تبوك على أعتاب تحول جذري. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تبوك على موعد مع ثورة تقنية حقيقية؟ أم أن هذا مجرد بداية لحلم أكبر سيعيد تشكيل خريطة الابتكار في المملكة؟
