في تطور صادم هز شوارع الإسكندرية، تحولت 30 ثانية فيديو إلى قضية رأي عام خلال 72 ساعة فقط، بعد أن كشفت عن سائق تاكسي بدون رخصة قيادة يعتدي لفظياً على صيدلاني في وضح النهار. الحادثة التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي تطرح سؤالاً مقلقاً: هل أنت آمن حقاً في شوارع الإسكندرية؟
تفاصيل الحادثة تكشف عن مشهد مروع وقع في شوارع دائرة قسم شرطة باب شرق، حيث تعرض أحمد محمود، صيدلاني يبلغ من العمر 35 عاماً، لاعتداء لفظي عنيف من سائق تاكسي بسبب خلاف حول أولوية المرور. الأكثر صدمة أن السائق لا يحمل رخصة قيادة أصلاً، ورغم ذلك يقود سيارة أجرة تنقل المواطنين يومياً. عمرو أحمد، شقيق الضحية، يروي: "نشرت الفيديو لتحقيق العدالة، لم أتوقع أن يكون السائق بدون رخصة!"
الحادثة تسلط الضوء على أزمة أعمق في منظومة النقل العام، حيث تشهد شوارع المحافظات المصرية تزايداً مقلقاً في حوادث العنف اللفظي بين السائقين خلال السنوات الأخيرة. د. محمد السيد، خبير علم النفس، يؤكد: "هذه الحوادث تعكس ضغوط الحياة اليومية والضغوط الاقتصادية التي يواجهها السائقون، لكنها لا تبرر الاعتداء على المواطنين". الإحصائيات تكشف أن صفر بلاغات رسمية تم تقديمها رغم انتشار الفيديو، مما يدل على تردد المواطنين في اللجوء للقضاء.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين بات واضحاً، حيث يعبر كثيرون عن قلقهم المتزايد من استخدام وسائل النقل العامة خوفاً من التعرض لمواقف مماثلة. الحادثة تطرح تساؤلات جدية حول فعالية نظام الرقابة على سائقي التاكسي، خاصة مع وجود سائقين يعملون بدون تراخيص قانونية. النتائج المتوقعة تشير إلى ضرورة تشديد الرقابة وإطلاق حملات توعوية شاملة، بينما يطالب خبراء المرور بتطوير نظام إلكتروني لمتابعة سائقي النقل العام وضمان حصولهم على التراخيص اللازمة.
بينما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على السائق المعتدي خلال 3 أيام فقط، تبقى الحاجة ملحة لحلول جذرية تضمن سلامة المواطنين في الشارع المصري. الرسالة واضحة: ضرورة توثيق أي انتهاكات والإبلاغ عنها للجهات المختصة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سنشهد نهاية عصر الفوضى في شوارعنا، أم أن هذه مجرد بداية لمعركة أكبر لاستعادة الأمان والاحترام المتبادل؟