فوسط الاهتمام الإقليمي والعالمي بالحرب في سوريا وغزة، يبدو أن قضية اليمن لم تخرج عن الرادار، حيث تشعر الدول المجاورة بخطورة تدهور الوضع لصالح التفكك السياسي والعسكري وتقوية تنظيم "القاعدة" لنفوذه وعملياته. وبالتالي كان التأكيد على ضرورة الانتهاء من المرحلة الثانية للانتقال السلمي وصولاً للانتخابات في فبراير 2014. ويبدو أن تأجيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني - الذي كان مقرراً في منتصف نوفمبر وفقاً للمبادرة الخليجية- أثار ريبة من إمكانية انهيار العملية السياسية وتحول اليمن إلي ساحة فوضى تقلب التوازنات وتهدد الاستقرار الأمني لدول منطقة الخليج هو الدافع الرئيسي للتحرك المكثف خلال الأيام الأخيرة.
وسعى بان كي مون خلال زيارته القصيرة لصنعاء في 20 نوفمبر ولقاءه مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى بعث رسالة لكافة الأطراف تشدد على الدعم الدولي للحكومة اليمنية الانتقالية والإشادة بـ"نجاحاتها الباهرة" في سبيل إخراج اليمن من أزمته. وهي الرسالة التي تستهدف بالأساس أطراف الحراك الجنوبي والقوى السياسية الموالية والمعارضة للرئيس السابق علي عبد الله صالح. ولقط منصور هادي الرسالة ليؤكد التواصل مع جميع الأطراف بما فيها فصائل "الحراك الجنوبي" لاقناعها بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي يتوقع أن يعقد في نهاية ديسمبر المقبل.
على صعيد مواز، تسعى القيادة اليمنية إلى إحكام قبضتها على المؤسسة العسكرية في ظل الدعم الدولي والإقليمي، وهو ما ترجم في التسريبات الخاصة بسعي الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تغير مواقع طرفي الصراع في المؤسسة العسكرية: اللواء على محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والعميد أحمد علي عبدالله صالح المسيطر على "الحرس الجمهوري"، بحيث يتولى الأحمر منصب رئاسة الأركان ويصبح أبن عبد الله صالح مسؤولاً عن قوة مكافحة الإرهاب وهو الموقع الذي تطالب به واشنطن لأحمد علي لقدراته في مواجهة تنظيم القاعدة. وفي حال نجاح منصور هادي في عملية تغير المواقع سيعزز سيطرته علي مؤسسة الجيش المنقسمة ويفتح الطريق أمام تعزيز الهدوء السياسي في اليمن.
" العربية نت"