في تطور صادم يهز المنطقة الغربية للمملكة، تحارب مدينة ينبع لليوم الرابع على التوالي أقوى عاصفة شهدتها منذ 15 عاماً، حيث تحولت الصحراء إلى بحيرات مرعبة والأودية الجافة إلى أنهار جارفة. المركز الوطني لدراسة الأخطار الطقسية يصدر تحذيراً أحمر عاجلاً - أعلى مستوى إنذار ممكن: "ابقوا في منازلكم، حياتكم في خطر حقيقي!"
عبد الله الحربي، موظف في أرامكو ومحاصر مع عائلته منذ أربعة أيام، يصف الرعب: "الأصوات مرعبة والمياه البنية تحيط بنا من كل جانب، نشاهدها ترتفع أمام بابنا ساعة بعد ساعة." فرق الإنقاذ تعمل ليلاً نهاراً وسط هدير السيول وأصوات الرعد المتتالية، بينما يتساقط البرد بحجم حبات العنب على الأسطح بقوة تشبه الرصاص. د. محمد العتيبي، خبير الأرصاد الجوية يؤكد: "هذه أقوى عاصفة تضرب المنطقة منذ عقد ونصف، وكمية المياه المتساقطة تعادل ما تستهلكه المدينة في شهر كامل."
السبب وراء هذه الكارثة الطبيعية النادرة يكمن في منخفض جوي استثنائي يضرب منطقة صحراوية تتلقى عادة أقل من 50 ملم مطر سنوياً. الوضع يذكرنا بفيضانات جدة المدمرة عام 2009، لكن الخبراء يحذرون أن ينبع - بموقعها الساحلي الاستراتيجي وعدم استعداد بنيتها التحتية لهذه الكميات الهائلة من المياه - تواجه تحدياً أكبر. البنية التحتية البتروكيماوية الحيوية مهددة، والمخاوف تتزايد من استمرار العاصفة لأيام إضافية قد تشل المدينة تماماً.
فاطمة السلمي، أم لثلاثة أطفال محاصرة في منزلها، تكشف الوجه الإنساني للكارثة: "الأطفال يرتجفون من الخوف والبرد، والكهرباء انقطعت منذ الأمس، نتابع الأخبار عبر الهاتف المحمول ونصلي ألا ترتفع المياه أكثر." الشلل التام يعم شوارع المدينة، الطرق الرئيسية مقطوعة والأنشطة التجارية متوقفة، بينما تتزايد المطالبات التأمينية والخسائر الاقتصادية. السيناريو الأسوأ ينذر بضرورة إخلاء أجزاء كاملة من المدينة إذا استمرت العاصفة أسبوعاً إضافياً، مما قد يؤدي لشلل اقتصادي وبيئي غير مسبوق.
بينما تواصل فرق الطوارئ السعودية جهودها البطولية، تبرز تساؤلات مصيرية حول استعدادنا لمواجهة التغيرات المناخية المتطرفة. الدروس المستفادة من هذه الأزمة قد تكون مفتاح تطوير أنظمة حماية متقدمة وتقنيات إنذار مبكر تحمي الأرواح والممتلكات. النصيحة الذهبية الآن: التزموا بتعليمات السلامة، تابعوا التحديثات الرسمية، وجهزوا خطط طوارئ عائلية. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل نحن فعلاً مستعدون لمواجهة المزيد من هذه الظواهر المناخية المدمرة في المستقبل؟