في تطور يهز الأسواق المصرية، سجل سعر كيلو اللحم 403 جنيهات للضأن و416 جنيهاً للبتلو، في أرقام صاعقة تعادل أجر يومين كاملين لعامل مصري! للمرة الأولى في التاريخ، أصبح سعر كيلو اللحم في مصر أغلى من كيلو الذهب منذ عقد من الزمن، والتراجع الطفيف الحالي قد يكون آخر فرصة للشراء قبل موجة ارتفاعات جديدة تدمر ما تبقى من ميزانيات الأسر.
شهد السوق المصري تراجعاً طفيفاً في أسعار اللحوم وسط معاناة حقيقية للمواطنين مع استمرار الأسعار فوق حاجز الـ400 جنيه للكيلو. الأرقام الصادمة تتحدث عن نفسها: 403 جنيه للضأن، 416 للبتلو، وحتى الكندوز المستورد وصل لـ420 جنيه. أم محمد، ربة منزل من القاهرة، تروي معاناتها بعبرات متقطعة: "كنت أشتري كيلو لحمة كل أسبوع، دلوقتي بقيت أشتري ربع كيلو كل شهر والعيال بتسأل امتى هنكل لحمة تاني." الخبراء الاقتصاديون يؤكدون أن هذا التراجع مؤقت والعودة للارتفاع أمر محتمل جداً مع استمرار ضغوط التضخم.
خلف هذه الأرقام المرعبة تقف أزمة اقتصادية مركبة تراكمت عبر سنوات من ارتفاع أسعار الأعلاف وتكلفة الاستيراد وتقلبات سعر الصرف. الأسعار اليوم أعلى بنسبة 300% من مستوياتها قبل 5 سنوات، وهو ارتفاع يضرب ميزانيات الأسر مثل إعصار مدمر. د. وليد عبد الحكيم، خبير اقتصادي، يحذر قائلاً: "المؤشرات تشير لإمكانية ارتفاعات جديدة مع قرب المواسم إذا لم تتحسن أوضاع سعر الصرف."
الأسر المصرية تعيش اليوم واقعاً مأساوياً حيث تقلل الكميات وتبحث عن بدائل بروتينية أرخص، في تغيير جذري لنمط الحياة المصرية التقليدية. عم سعد من الإسكندرية يتأوه بحسرة: "ابني عايز يتجوز ومش عارف أعمل فرح بالأسعار دي، حتى الكيلو الواحد لحمة بقى حلم!" النتائج المتوقعة مرعبة: تغيير جذري في النمط الغذائي للأسر المصرية خلال العام القادم مع تزايد الاعتماد على البروتين النباتي. رائحة اللحم الطازج في الجزارات باتت ممزوجة بأنفاس القلق والتوتر من الزباين الذين يقارنون الأسعار بعيون دامعة.
رغم التراجع الطفيف، تبقى الأسعار مرتفعة بشكل صاعق يهدد الأمن الغذائي لملايين الأسر المصرية. السوق على موعد مع تحديات أكبر إذا لم تتدخل الحكومة بحلول جذرية. على الأسر إعادة التفكير الجذري في استراتيجيات التسوق والتغذية للنجاة من هذه العاصفة. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه اليوم: هل ستصبح اللحوم الحمراء رفاهية لا يقدر عليها سوى الأثرياء في مصر؟