في مشهد مرعب يشبه أفلام الخيال العلمي، ابتلع "الجدار الأبيض" المنطقة الشرقية بالكامل، محاصراً 5 ملايين شخص في سجن طبيعي بحجم دولة قطر. الرؤية انهارت بنسبة مرعبة وصلت إلى 90%، محولة القيادة إلى مغامرة عمياء وسط متاهة بيضاء لا نهاية لها. والأسوأ لم يأت بعد - فالخبراء يحذرون من 3 موجات إضافية قادمة خلال الشهر الحالي.
أحمد الشهراني، موظف في شركة أرامكو، يروي كابوسه: "قضيت 3 ساعات مرعبة في رحلة عادية من الدمام للظهران تستغرق 20 دقيقة فقط. كنت أقود كالأعمى في عالم أبيض بلا معالم." الأرقام صادمة: انخفضت الرؤية من 15-20 كيلومتر إلى كيلومتر واحد فقط، بينما تصاعدت أصوات أبواق السيارات والفرامل المفاجئة في سيمفونية مرعبة. د. محمد الغامدي، خبير الأرصاد الجوية، يؤكد: "هذه أسوأ موجة ضباب منذ عام 2019 - كالقيادة في حليب كثيف."
الظاهرة ليست مصادفة، بل نتيجة اصطدام مثالي بين الرطوبة الخليجية الخانقة والبرودة المفاجئة، مما خلق "مصنع ضباب" طبيعي يعمل على مدار الساعة. هذا "الكابوس الأبيض" جزء من حالة جوية شاملة تشمل أمطاراً غزيرة وسيولاً وعواصف ترابية تضرب المملكة. التاريخ يعيد نفسه - فموجة 2019 المدمرة عادت بقوة أكبر، والخبراء يتوقعون موجات أشد في الأيام القادمة.
الحياة اليومية لـ 5 ملايين شخص معلقة في الهواء الأبيض - من الدمام إلى الأحساء. آلاف الأطفال تأخروا عن مدارسهم، والعمليات النفطية تعطلت، والرحلات الجوية أُجلت، والطرق الرئيسية شهدت ازدحاماً يشبه نهاية العالم. سالم المطيري، سائق أجرة، يقول بصوت مرتجف: "الطريق اختفى تماماً، كنت أقود في عالم أبيض بلا معالم." لكن فاطمة العتيبي، معلمة ابتدائية، حولت المحنة إلى فرصة: "استغللت التأخير لقراءة قصة لأطفالي في السيارة - أحياناً النعم تأتي متنكرة."
المركز الوطني للأرصاد يدق ناقوس الخطر: تجنبوا السفر غير الضروري، استخدموا المصابيح الأمامية، احتفظوا بمسافة أمان مضاعفة. التحسن متوقع خلال ساعات الصباح، لكن الموجات الثلاث القادمة قد تكون أشد وطأة. السؤال الحارق: الموجة الأولى انتهت... لكن هل أنت مستعد للموجات الثلاث القادمة التي قد تحول المنطقة الشرقية إلى مدينة أشباح بيضاء؟