في 3 ثوانٍ فقط، تحطم حلم 35 مليون سعودي أمام أعين العالم! للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم السعودية، يقبّل لاعب رأس مدربه اعتذاراً أمام الكاميرات في مشهد سيُحفر في الذاكرة الرياضية إلى الأبد. بعد ساعات من الكارثة، صدم الحمدان الجميع بظهوره المفاجئ في المؤتمر الصحفي، حاملاً دموعه وكلماته المؤثرة.
في الدقيقة 69، وقف الحمدان أمام بوابة التاريخ، كانت ركلة واحدة تفصل السعودية عن حلم التأهل كمتصدرة للمجموعة. 0-1، رقمان صغيران غيّرا مصير أمة كاملة عندما طارت كرة "البانينكا" المتهورة فوق المرمى المغربي مباشرة إلى المدرجات. أحمد المشجع، 35 عاماً، الذي سافر من الرياض خصيصاً للمباراة روى صدمته: "شاهدت حلمي يتبخر أمام عيني، لكن ما فعله الحمدان بعدها جعلني أفخر به أكثر من أي هدف." صمت مطبق خيّم على المدرجات السعودية، وكأن الزمن توقف لحظة طيران الكرة.
منذ 7 سنوات والحمدان ينمو تحت جناح رينارد، من طفل في الثامنة عشرة إلى نجم يحمل آمال وطن على كتفيه. ضغط التوقعات، ثقل المسؤولية، ولحظة غرور قاتلة دفعته لاختيار طريقة "البانينكا" المحفوفة بالمخاطر. مثل روبيرتو باجيو في نهائي كأس العالم 1994، لحظة واحدة غيرت مجرى التاريخ. د. سالم الرياضي، محلل كرة القدم، علّق: "ما فعله الحمدان يُدرّس في أكاديميات الشخصية قبل كرة القدم - رينارد صارم لكن أبوي، وهذا ما يحتاجه الحمدان الآن."
في كل بيت سعودي الليلة، حديث واحد يتردد: هل سيتعافى الحمدان من صدمته؟ ربع النهائي أمام فلسطين ستكون اختبار الحقيقة لقدرة الشاب على التعافي من سقطته المدوية. فهد المصور الصحفي، الذي شهد اللحظات خلف الكاميرات، روى: "رأيت دموع الحمدان الحقيقية، لم أشهد لاعباً يبكي بهذه الصراحة من قبل." بين منتقد وداعم، الشارع السعودي منقسم حول مصير نجمه الشاب، لكن التاريخ يخبرنا حقيقة واحدة: العظماء يولدون من رحم الفشل.
خطأ واحد، اعتذار شجاع، ودرس في الرجولة الحقيقة - هكذا ستُختصر هذه الليلة في كتب التاريخ الرياضي. فلسطين تنتظر في ربع النهائي، والتاريخ يستعد لكتابة فصله الجديد. حان وقت دعم نجمنا الجريح، لا وقت إدانته. السؤال الذي سيحدد مستقبل الحمدان والمنتخب: هل سيقوم من سقطته أقوى، أم ستكسره هذه اللحظة المؤلمة نهائياً؟