في تطور مناخي استثنائي يهز المملكة العربية السعودية، يواجه 15 مليون مواطن ومقيم أقوى عاصفة شتوية منذ 7 سنوات كاملة، حيث تستعد السماء السعودية لتفريغ ملايين الأطنان من المياه في ساعات قليلة قادمة. المركز الوطني للأرصاد يدق ناقوس الخطر: الساعات القليلة القادمة ستحدد مصير الحياة اليومية لملايين المواطنين في مواجهة كارثة طبيعية تشمل 11 منطقة حيوية.
تجتاح العاصفة الشتوية الاستثنائية المناطق الحيوية الأربع الرئيسية - مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والطائف - بقوة تفوق عاصفة الشتاء الكبرى لعام 2018 من حيث الانتشار الجغرافي. "نحذر جميع المواطنين من مغادرة منازلهم خلال الفترة الحرجة"، يعلن المهندس أحمد السعيد، خبير الأرصاد الذي تنبأ بالعاصفة قبل 48 ساعة. أم خالد من الرياض تعبر عن قلقها: "أخشى على أطفالي الذين قد يضطرون للخروج وسط هذا الطقس المرعب"، بينما تتساقط قطرات المطر الغزيرة كرصاصات من السماء.
عاصفة الشتاء الكبرى عام 2018 شلت الحياة في المملكة لأسبوع كامل وسببت خسائر مليارية، لكن العاصفة الحالية تتفوق عليها بنسبة انتشار 40% أوسع جغرافياً. خبراء المناخ يربطون هذه الظاهرة بالتغيرات المناخية العالمية وتأثير ظواهر الطقس المتطرفة. د. فهد المطيري، أستاذ علوم الغلاف الجوي، يؤكد: "هذه العاصفة ظاهرة استثنائية نادرة الحدوث، وقد نشهد تكرار مثل هذه الظواهر بشكل أكثر تكراراً مستقبلاً". السحب الرعدية بحجم مدينة الرياض بأكملها تتحرك فوق المملكة، والرياح تعصف بقوة مروحة طائرة هليكوبتر عملاقة.
تأثيرات العاصفة المدمرة تطال الحياة اليومية لملايين السكان، حيث تشهد المملكة إلغاء الرحلات الجوية وإغلاق المدارس وتأجيل الفعاليات الحيوية. خالد العنزي، سائق من الطائف، يصف المشهد المرعب: "لم أر مثل هذه الغيوم السوداء المخيفة من قبل، والرعد يقصف كالمدافع". رغم التحديات المدمرة، يتفاؤل خبراء المياه بتحسن مخزون المياه الجوفية، بينما تختبر هذه العاصفة قوة البنية التحتية السعودية. رائحة التراب المبتل تملأ الأجواء، والبرق يضيء الأفق كل دقائق قليلة في مشهد مهيب ومخيف.
المملكة العربية السعودية ستخرج أقوى من هذا التحدي الطبيعي الجامح مع دروس مهمة لتطوير أنظمة الإنذار المبكر المستقبلية. السلطات تدعو جميع المواطنين للبقاء في منازلهم واتباع تعليمات الأمان بدقة، والتأكد من سلامة الأحباء في هذه الساعات الحرجة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لمواجهة قوة الطبيعة الجامحة التي تجتاح المملكة؟