في مشهد لم تشهده كرة القدم العربية من قبل، 78,131 مشجعاً حضروا لمتابعة قمة الأخضر والمغرب في استاد لوسيل، محطمين كل الأرقام السابقة لحضور الجماهير في كأس العرب 2025. اللحظة التي تحول فيها الاستاد إلى أكبر تجمع عربي رياضي في التاريخ، شهدت نتيجة لم يتوقعها أحد - خسارة السعودية بهدف وحيد أمام المغرب في مواجهة غيرت خريطة البطولة إلى الأبد.
محمد العتيبي، المشجع السعودي البالغ من العمر 32 عاماً والذي سافر من الرياض خصيصاً لحضور هذه المباراة التاريخية، لم يخف إحباطه: "شاهدت فريقي يلعب أفضل ما لديه أمام 78 ألف مشجع، لكن كرة القدم قاسية أحياناً". الأرقام تحكي قصة مذهلة - 98% نسبة امتلاء الاستاد، هدير الجماهير الذي سُمع من على بُعد كيلومترات، ونقطة واحدة فقط فصلت بين المتصدر والوصيف في مجموعة اشتعلت حتى اللحظة الأخيرة.
هذا الحضور الاستثنائي يذكرنا بأجواء نهائي كأس آسيا 2019 وحماس جماهير كأس العالم 2022 في نفس الاستاد. د. سامي الجابر، المحلل الرياضي والنجم السابق، أكد أن "هذا الحضور يعكس عشق الجماهير العربية الحقيقي لكرة القدم ويضع كأس العرب في مرتبة البطولات الكبرى". التنافس بين العملاقين العربيين لم يكن مجرد مباراة، بل ملحمة كروية حقيقية امتدت لـ 90 دقيقة من الإثارة الخالصة.
رغم الخسارة المؤلمة، نجح المنتخب السعودي في العبور لربع النهائي ليواجه الفلسطيني في مواجهة تحمل دلالات خاصة. يوسف الزاهري، المشجع المغربي البالغ 28 عاماً، كان من بين آلاف المغاربة الذين احتفلوا بفوز تاريخي: "لم أتوقع هذا الحضور المهيب، كان شعوراً لا يُوصف أن نتصدر المجموعة أمام هذا الجمهور الرائع". المشاعر المختلطة في المدرجات تراوحت بين دموع الفرح المغربية والإحباط السعودي المؤقت، في مشهد عكس حقيقة الرياضة وتأثيرها العميق على القلوب.
بينما يستعد المغرب لمواجهة سوريا في ربع النهائي، تبقى الأسئلة معلقة حول قدرة البطولة على تحطيم المزيد من الأرقام. فاطمة الهاشمي، المصورة الصحفية التي وثقت اللحظات التاريخية، تؤكد: "هذه الليلة ستبقى محفورة في ذاكرة كرة القدم العربية". هل سنشهد حضوراً أكبر في المراحل القادمة؟ أم أن رقم الـ 78 ألف سيبقى تاريخياً لا يُكسر؟