في تطور يلامس قلوب 100,000 أسرة يمنية تنتظر بفارغ الصبر، أعلنت هيئة رعاية أسر الشهداء في عدن مواصلة صرف معاشات الربع الأخير من عام 2025. في زمن تصبح فيه هذه المعاشات خط الدفاع الأخير ضد الجوع، تسابق الأسر الوقت لاستلام مستحقاتها قبل انتهاء العام، حاملين معهم أوراقهم المهترئة وآمالهم المتجددة.
فاطمة أحمد، الأرملة وأم لأربعة أطفال، تقف في الطابور منذ ساعات الفجر الأولى. "هذا المعاش مثل شريان الحياة لنا"، تقول بصوت مختنق بالدموع. مليارات الريالات تُصرف سنوياً عبر هذا البرنامج الحيوي، الذي يدعم 30% من الأسر اليمنية التي تضررت مباشرة من فقدان معيلها خلال عقد من الصراع المدمر.
منذ بداية الحرب عام 2014، تحولت هذه المعاشات من مجرد دعم حكومي إلى ضرورة وجودية لآلاف الأسر. مثل معاشات شهداء الحرب العالمية الثانية، تحفظ هذه المبالغ ذكرى التضحية وكرامة العائلات. د. عبدالله النور، خبير الشؤون الاجتماعية، يؤكد: "هذه المعاشات خط الدفاع الأخير ضد انزلاق هذه الأسر للفقر المدقع".
الآثار تتجاوز الجانب المالي لتلامس الحياة اليومية بشكل مباشر. أحمد سالم, ابن شهيد يدرس في الجامعة، يروي: "هذا المعاش لا يحفظ كرامتنا فحسب، بل يمكنني من إكمال تعليمي وتحقيق حلم والدي". طالبت الهيئة بضرورة إحضار كروت المعاشات والبطاقات الشخصية أو الوكالات المعتمدة قانونياً، في خطوة لضمان وصول المستحقات لأصحابها الحقيقيين.
مع انتهاء العام، تبقى هذه المبادرة شاهداً على التزام الدولة بمسؤوليتها الإنسانية تجاه من ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن. محمد علي، الموظف المتفاني في الهيئة، يختتم بثقة: "سنستمر في خدمة هذه الأسر مهما كانت التحديات". في زمن الحرب والمعاناة، هل تكفي هذه المعاشات لحفظ كرامة من فقدوا أغلى ما يملكون؟