11,000 كيلومتر فصلت بين قلب المدرب ومنتخبه في اللحظة الأكثر إثارة للجدل. في حادثة تُعد الأولى من نوعها، حضر المدرب الفرنسي هيرفي رينارد قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن بدلاً من المباراة الرسمية لفريقه في كأس العرب 2025. قرار اتخذه رينارد في ثوانٍ قد يحدد مصير الكرة السعودية للسنوات القادمة. وسنُفصل في هذا القرار الصادم في ما تبقى من التقرير.
غاب هيرفي رينارد عن مواجهة الفريق السعودي ضد جزر القمر، ليحضر قرعة كأس العالم 2026، مفضلًا الحضور هناك بينما ظل متواصلًا مع فريقه عبر وسائل الاتصال. التضحية بوجوده في المباراة أثارت حالة من العاصفة الجماهيرية على وسائل التواصل، مما قسم الآراء حول أولويات المدرب وسط 14 ساعة فارق توقيت بين الموقعين. أكد رينارد: "إنفانتينو طلب حضوري شخصياً"، مضيفاً أن التواصل كان مستمراً مع الفريق، مؤكداً: "هذا قرار استراتيجي طويل المدى."
تعتبر التحضيرات لكأس العالم 2026 حدثاً تاريخياً مهماً للسعودية خاصة بعد تأهلهم كدولة مضيفة مشاركة. القرار بالحضور الشخصي لرينارد للقرعة لاقى ضغطًا من الفيفا، معتبرين أهمية التخطيط المبكر بالرغم من أهمية مباريات كأس العرب. يرى الخبراء انقسامًا في الآراء، حيث يعتقد بعضهم أن قرار المشاركة في القرعة كان استثماراً مستقبلياً جيداً رغم ما بدا إغفالاً للحاضر والتزامات البطولة الحالية.
بينما تناقش الجماهير في المقاهي نتائج القرعة وتأثيرها، يظل الضغط متزايدًا على المدرب لإثبات صحة قراره بالنتائج الميدانية مستقبلاً. يرى البعض أن الفرصة للتخطيط المبكر ضرورية، ولكن يجب تحذيرهم من خطر فقدان التركيز على البطولات الحالية. تفاوت ردود الأفعال بين تأييد الخبراء التقنيين وانتقاد الجماهير العاطفية، في حين كان هناك تفهم من الإدارة حيال الموقف.
قرار جريء تبناه رينارد بتفضيل المستقبل على الحاضر، سيظل علامة للسعودية. كأس العالم 2026 ستكون الحكم الفاصل لصحة هذا القرار. يأتي الوقت الآن لدعم المدرب والفريق بدلاً من الانقسام، إذ تبقى التساؤلات حول قدرة رينارد للنجاح أو الفشل وفقًا لقراره: "هل سيتذكر التاريخ رينارد كمدرب عبقري أم كمدرب أخطأ الأولويات؟ الإجابة في ملاعب أمريكا 2026.