الرئيسية / شؤون محلية / لماذا كانت القطط تتجاهل المئات وتأتي لهذا الرجل فقط في الحرم؟ - حكاية مؤثرة عن الرحمة المفقودة!
لماذا كانت القطط تتجاهل المئات وتأتي لهذا الرجل فقط في الحرم؟ - حكاية مؤثرة عن الرحمة المفقودة!

لماذا كانت القطط تتجاهل المئات وتأتي لهذا الرجل فقط في الحرم؟ - حكاية مؤثرة عن الرحمة المفقودة!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 07 ديسمبر 2025 الساعة 07:55 مساءاً

في عالم يبدو وكأنه فقد بوصلته الأخلاقية، حيث تُقصف روضة أطفال بلا رحمة ويموت العشرات من البراعم الصغار، تبرز حكاية مؤثرة عن رجل كان يعيش في بيته 13 قطة في سلام ومحبة. هذا التباين الصارخ بين الرحمة المفقودة والقسوة المتفشية يطرح تساؤلاً مؤلماً: أين ذهبت إنسانيتنا؟

في مشهد يخترق القلب، كانت قطة تدخل مسجداً في مشعر منى أيام الحج، تتخطى صفوف المصلين جميعاً لتتجه مباشرة إلى البروفيسور حسن الزين. "أبوي كان عنده تلتاشر كديسة" - كانت هذه الكلمات البسيطة التي لخصت سر هذا الانجذاب الروحي العجيب. الرجل الذي خرج للحج بلا ريال واحد، معتمداً على توكله بالله، حمل في قلبه إرث الرحمة التي ورثها من والده. القطط، بحسها الفطري، تعرف النفوس الطاهرة كما يعرف المغناطيس الحديد.

يقول الجاحظ في كتاب الحيوان أن "عليها من المحبة والإلف والأنس والدنو، ما ليس مع الكلب ولا مع الحمام"، وأن الهرة من الخلق الذي يؤثر على نفسه، تُلقى إليها بالشيء الطيب وهي جائعة فتمسك على جوعها حتى يأكل ولدها. هذه الرحمة التي وصفها رسولنا الكريم بـ"الطوافين عليكم والطوافات" باتت اليوم أندر من الذهب، بينما انتشرت القسوة حتى طالت الأطفال الأبرياء في مدارسهم.

ما يحدث اليوم في السودان يمثل انحطاطاً أخلاقياً مرعباً، حيث تستهدف المُسيّرات روضة أطفال في كالوقي بجنوب كردفان، فتقطف عشرات الأرواح البريئة بلا رحمة أو ضمير. في المقابل، نجد شاعراً من الرباطاب يرثي قطة اسمها "سانتوت" قتلها أحدهم بالنبّوت، مما يُظهر الحساسية الشديدة للسودانيين تجاه قتل الحيوان الأليف. فكيف وصل بعضهم لقتل الأطفال الأبرياء؟ هؤلاء الذين يرتكبون هذه الفظائع، هل هم حقاً من طينة البشر؟

الحقيقة المؤلمة أن فقدان الرحمة يبدأ صغيراً ثم يتسع ليصبح وحشية. من يقسو على حيوان أليف، قد يقسو غداً على طفل بريء. القطة التي اختارت البروفيسور الزين تحمل رسالة عميقة: الرحمة تنجذب للرحمة، والأرواح الطاهرة تتعارف. في زمن تختفي فيه هذه القيم، نحتاج للعودة إلى جذور إنسانيتنا، إلى ذلك الإرث النبيل الذي حذرنا فيه نبينا من عذاب النار بسبب حبس هرة. إذا فقدنا الرحمة مع الضعفاء والمساكين، فماذا بقي من إنسانيتنا؟

شارك الخبر