في صدمة تهز أسواق المملكة، يواصل الذهب السعودي نزيفه لليوم الثاني على التوالي، حيث وصل سعر الجرام الواحد من عيار 24 إلى 506.31 ريال - رقم مرعب يجعل أوقية واحدة فقط تكلف أكثر من 15,700 ريال! بينما يحبس المستثمرون أنفاسهم في انتظار قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي المرتقبة خلال ساعات، تتصاعد حالة الذعر في محلات الذهب من الرياض إلى جدة، والسؤال المرعب: هل هذا مجرد البداية؟
أم سارة من الرياض تحكي مأساتها بصوت مرتجف: "100 جرام ذهب اشتريتها كمدخرات لبناتي، خسرت أكثر من 2000 ريال في يومين فقط." المشهد يتكرر في آلاف البيوت السعودية، حيث تراقب العائلات بقلق متزايد انهيار قيمة مدخراتها الذهبية. الأرقام تحكي قصة مؤلمة: ذهب 21 قيراط سجل 443.02 ريال للجرام، بينما وصل عيار 22 إلى 464.12 ريال، في تراجع يهدد استثمارات الملايين.
د. أحمد الصالح، المحلل الاقتصادي المخضرم، يحذر بنبرة جادة: "البنك الفيدرالي الأمريكي يمسك بخيوط اللعبة، وكل قرار من واشنطن يحرك ملايين الريالات في أسواقنا." المشهد يذكرنا بأزمة 2008 المدمرة، عندما اكتشف المستثمرون أن لا شيء محصن ضد العواصف المالية العالمية. اليوم، تتحرك أسعار الذهب مثل ميزان حساس، أي نسمة من أمريكا تجعله يهتز بعنف في المملكة.
التأثير وصل إلى قلب البيوت السعودية: ربات البيوت يؤجلن شراء المجوهرات، والآباء يعيدون حساب مهور بناتهم بقلق متزايد. فهد العتيبي، الموظف الذي استثمر مكافأة نهاية خدمته في الذهب العام الماضي، يراقب شاشة هاتفه كل دقيقة: "أشعر وكأنني في أفعوانية مالية مرعبة." بينما يصرخ المستثمرون الجدد من الخوف، يبتسم المحترفون أمثال خالد المطيري، تاجر الذهب المتمرس، ويستعدون للصيد في المياه العكرة.
انخفاض متتالي، ترقب مخيف، وقرارات أمريكية ستحدد خلال ساعات مصير الذهب في المملكة. الساعات القادمة حبلى بالمفاجآت والأسواق تحبس أنفاسها، والخبراء ينصحون: احموا استثماراتكم، نوعوا محافظكم، ولا تضعوا كل البيض في سلة واحدة. السؤال المصيري الآن: هل ستكونون من الرابحين الأذكياء، أم من ضحايا اللعبة الأمريكية القاسية؟