في تطور مناخي استثنائي هز المملكة، سجلت منطقة تبوك رقماً قياسياً مذهلاً بهطول 118.5 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة فقط - كمية تعادل ما تتلقاه المنطقة عادة خلال شهرين كاملين! للمرة الأولى منذ 5 سنوات، تتصدر المناطق الشمالية قائمة أكثر مناطق المملكة أمطاراً، بينما 47 محطة رصد تتابع بترقب ظاهرة جوية نادرة تمتد عبر 4 مناطق شاسعة. العواصف الرعدية قادمة والخبراء يحذرون: المشهد الطبيعي للمملكة على وشك التغيير جذرياً.
تحولت تبوك إلى بؤرة مطرية استثنائية عندما سجلت محطة رصد السرور هذا الرقم التاريخي، بينما شهدت محطات أخرى معدلات مثيرة: بئر بن هرماس 13.6 ملم، وشقري 6.6 ملم. محمد الشراري، مدير محطة رصد السرور، روى لحظات مثيرة: "سهرت الليل كاملاً وأنا أراقب الأرقام ترتفع بشكل جنوني، لم أصدق عيني!" المشهد امتد ليشمل المدينة المنورة بـ43.4 ملم في ينبع البحر، والحدود الشمالية والجوف بمعدلات متفاوتة، في ظاهرة مناخية تغطي أكثر من 200 ألف كيلومتر مربع.
خلف هذا المشهد الاستثنائي قصة علمية مثيرة، حيث تأثرت المنطقة بمنخفض جوي عميق امتد من البحر المتوسط حتى شمال المملكة، مع التقاء الكتل الهوائية الباردة بالرطوبة العالية في طبقات الجو العليا. آخر حدث مماثل كان في شتاء 2018 عندما شهدت المنطقة أمطاراً استثنائية، لكن هذه المرة الأرقام تفوقت على كل التوقعات. د. سعد الحربي، خبير الأرصاد الجوية، أكد: "هذه الكميات نادرة الحدوث وتشير إلى تغيرات مناخية مهمة تتطلب دراسة معمقة"، بينما توقع الخبراء استمرار عدم الاستقرار الجوي لعدة أيام قادمة.
في منازل تبوك، تغيرت الحياة اليومية بشكل جذري خلال ساعات. فاطمة العنزي، معلمة من المنطقة، وصفت اللحظات: "استيقظت على قصف الرعد المدوي، ونظرت من النافذة لأجد المياه تجري في الشوارع كالأنهار الصغيرة!" النتائج المتوقعة مبشرة: نمو الغطاء النباتي بشكل كثيف، تحسن المراعي الطبيعية، وزيادة كبيرة في مخزون المياه الجوفية. لكن التحديات حقيقية أيضاً - عبدالله المطيري، مزارع محلي، شاهد جرف جزء من مزرعته بسبب السيول المفاجئة، مما يذكر بضرورة الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
بينما تواصل العواصف الرعدية تلويحها بالمزيد من الأمطار وتساقط البرد، وتشهد حائل والمنطقة الشرقية بدايات تأثر مماثل، يبقى السؤال الملح: هل ستشهد باقي مناطق المملكة نفس هذا الكرم المطري الاستثنائي، أم ستحتفظ تبوك بلقب صاحبة المعجزة المناخية؟ الساعات القادمة ستكشف المزيد، والنصيحة الذهبية: تابعوا نشرات الأرصاد واحذروا الوديان - فالطبيعة لا تزال تخبئ المفاجآت!
