في ظاهرة صادمة تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لليمن، شهدت أسعار الوقود اليوم تفاوتاً مذهلاً من محافظة لأخرى، حيث بلغ فارق الأسعار بين المحافظات 250% في يوم واحد. يمكنك شراء 3.5 لتر ديزل في مأرب بنفس سعر لتر واحد في تعز. هذه الطوابير المتزايدة والأسعار المتفاوتة بشكل خطير تنذر بكارثة حقيقية. سنعرض لكم التفاصيل في هذا التقرير المفجع.
تتفاوت أسعار الوقود بنسب خيالية بين المحافظات اليمنية، حيث يصل أعلى سعر إلى 28,000 ريال، في حين يكون أقل سعر 8,000 ريال فقط لنفس الكمية. "الوضع وصل لمرحلة اللاعودة"، يقول خبير اقتصادي لـ"إيلاف"، ليصف حالة الشلل التي تصيب حركة النقل والانقطاع شبه الكامل للكهرباء في بعض المناطق. "أحمد المحطوري"، سائق تاكسي من تعز، يعاني من دفع راتب أسبوع كامل لتعبئة خزان واحد، يعبر عن الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطنون.
الحرب التي تعصف باليمن منذ 2015 تسببت في تدمير شبكات التوريد والتوزيع النفطية، لتنعكس على الأسعار بشكل مدمر. تختلف مصادر التوريد وسياسات التسعير بشكل يعزز من الانقسام. تمثل المقارنة بأسعار ما قبل 2015 دليلاً قوياً على مدى تعاظم الأزمة. الخبراء يحذرون من انهيار اقتصادي شامل في حال استمرار الوضع كما هو.
يواجه اليمنيون صعوبة يومية في الوصول إلى العمل، مع انقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء. النتائج المتوقعة تشمل هجرة داخلية وتفاقم الأزمة الإنسانية. بينما يرى البعض فرصاً في الاعتماد على الطاقة البديلة، يرتفع الغضب الشعبي وتزداد المطالب بحلول سياسية. دعوات للتدخل الدولي تزداد قوة للمساعدة في تحسين الأوضاع.
تناولنا في هذا التقرير أبرز النقاط حول تفاوت أسعار الوقود بشكل صادم الذي يهدد الحياة اليومية في اليمن. المستقبل ينحصر بين خيارين: حلول سياسية شاملة أو انهيار اقتصادي. المجتمع الدولي والأطراف المحلية في اليمن مدعوون للتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. إلى متى سيتحمل الشعب اليمني هذه المعاناة؟
