في ليلة تاريخية هزت قلوب 10 ملايين أردني، حقق منتخب النشامى انتصاراً مدوياً على نظيره الإماراتي بنتيجة 2-1 في افتتاح مشوارهم بكأس العرب 2025، ليتصدر المجموعة الثالثة بفارق نقطتين كاملتين، وسط احتفالات عارمة اجتاحت المملكة الهاشمية. اللحظة الأكثر إثارة جاءت عندما كسر الأمير الحسين بن عبد الله الثاني صمته ليرسل رسالة نارية عبر إنستغرام: "بداية قوية وموفقة، مبارك للأردن" - كلمات بسيطة أشعلت مواقع التواصل وضاعفت من نشوة الانتصار.
خالد الرياحنة، المشجع الأردني الثلاثيني، يروي لحظات لن ينساها: "عندما رأيت تعليق ولي العهد، شعرت وكأن قلبي سيخرج من صدري من الفرحة. هذا ليس مجرد فوز كروي، بل رسالة ملكية تقول إننا قادرون على المعجزات." الشوارع الأردنية تحولت إلى مهرجان تلقائي، وألوان العلم الأردني رفرفت من النوافذ والشرفات، بينما هتافات "يا نشامى" تصدح في كل حي ومدينة. د. محمد العتيبي، المحلل الرياضي، يؤكد أن "الدعم الملكي سيكون وقوداً إضافياً يدفع اللاعبين لتجاوز حدودهم في المباريات المقبلة."
هذا الانتصار يعيد إلى الأذهان لحظات مجيدة من تاريخ الكرة الأردنية، كفوزهم التاريخي على العراق في كأس آسيا 2004، لكن هذه المرة الأمر مختلف - فالدعم الملكي المباشر يضيف بعداً استثنائياً للحدث. كأس العرب 2025 في قطر تشهد منافسة شرسة بين 16 منتخباً عربياً، والأردن اختار أن يبدأ رحلته كصاروخ ينطلق بقوة نحو الهدف. الإعداد المتقن والدعم الحكومي والشعبي، إضافة إلى التحفيز الملكي، كلها عوامل تجتمع لصنع قصة نجاح استثنائية في الكرة العربية.
أحمد السالمي، المقيم الأردني في قطر الذي تابع المباراة من الملعب، يصف المشهد: "لحظة الفوز كانت كالزلزال، والآن مع تعليق الأمير، الفرحة تضاعفت مائة مرة." لكن هذا النجاح يحمل تحدياً كبيراً - الحفاظ على الزخم أمام خصوم أقوى مثل مصر والكويت في المواجهات القادمة. من جهة أخرى، تشعر سارة المحمود، المشجعة الإماراتية، بخيبة أمل كبيرة: "لم نتوقع هذه النتيجة، لكن علينا الاعتراف بأن الأردن قدم أداءً رائعاً." الفوز رفع الروح المعنوية للشعب الأردني بشكل لافت، وزاد من متابعة البطولة عبر المملكة.
اليوم، يتصدر النشامى المجموعة الثالثة بكل ثقة واستحقاق، ومع الدعم الملكي المباشر، تتزايد التوقعات حول إمكانية تحقيق إنجاز تاريخي في كأس العرب. المواجهات القادمة ستكون الاختبار الحقيقي لقدرة هذا الفريق على تحويل البداية الواعدة إلى قصة نجاح كاملة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون رسالة الأمير الحسين النارية مجرد بداية لحقبة ذهبية جديدة تعيد الكرة الأردنية إلى المقدمة العربية؟