الرئيسية / شؤون محلية / حصري: علي ناصر محمد يكشف لأول مرة الأسرار المدفونة لاستقالة الشعبي... حماقة غيّرت تاريخ اليمن!
حصري: علي ناصر محمد يكشف لأول مرة الأسرار المدفونة لاستقالة الشعبي... حماقة غيّرت تاريخ اليمن!

حصري: علي ناصر محمد يكشف لأول مرة الأسرار المدفونة لاستقالة الشعبي... حماقة غيّرت تاريخ اليمن!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 06 ديسمبر 2025 الساعة 04:05 مساءاً

في كشف مدوٍ هز أركان التاريخ العربي المعاصر، يحطم الصمت الذي دام 54 عاماً ليكشف علي ناصر محمد، الرئيس الأسبق للجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية، الأسرار المدفونة خلف أهم انقلاب صامت في المنطقة. الرجل الذي غيّر مجرى التاريخ اليمني بقرار إقالة وزير داخلية، لم يكن يعلم أنه يحفر قبره السياسي بيديه! هذه الكشوفات الصادمة تعيد كتابة كل ما نعرفه عن أحداث 22 يونيو 1969 - اليوم الذي تحول فيه جنوب اليمن من دولة قومية إلى أول تجربة شيوعية في العالم العربي.

في تفاصيل حصرية لم تُروَ من قبل، يكشف علي ناصر محمد كيف بدأت المأساة بقرار بسيط: إقالة محمد علي هيثم من منصب وزير الداخلية. لكن هذا "الرجل المتوازن" كما وصفه علي ناصر، أصبح رمزاً للاعتدال في زمن التطرف، وإقالته أشعلت فتيل أزمة دستورية مدمرة. "كانت هناك لقاءات عديدة تطالب الرئيس الشعبي بالتراجع عن الإقالة، لكنه كان صعباً عليه أن يتراجع بعد أن أعلن قراره" - كلمات تحمل وزن التاريخ وثقل القرارات المصيرية. أحمد، المواطن اليمني البسيط، استيقظ ذات صباح ليجد وطنه تحول من نظام قومي إلى شيوعي دون أن يُستشار، وحياة الملايين تغيرت بجرة قلم واحد.

في قلب الحرب الباردة، تحول جنوب اليمن إلى ساحة صراع خفي بين النفوذ السوفيتي والغربي، حيث سقطت الضحية الأولى: الديمقراطية الوليدة. كما سقطت الأنظمة الملكية في مصر والعراق من قبل، سقط النظام القومي في جنوب اليمن أمام التيار الاشتراكي الصاعد، لكن هذه المرة كان السقوط صامتاً ومدبراً. الصراع الحقيقي لم يكن مجرد خلاف على وزير، بل حرب هويات: بين من أراد اليمن قومياً عربياً ومن أراده شيوعياً أممياً. "في النهاية، اضطر الرئيس الشعبي للخروج عن صمته وإعلان استقالته من إذاعة عدن" - لحظة تاريخية حاسمة حملها ضابط مرافق عبر شوارع عدن، وصوت الإذاعة يبث خبراً غيّر مصير أمة بأكملها.

تأثيرات هذا الانقلاب الصامت تجاوزت حدود اليمن لتهز المنطقة العربية بأسرها. تسع سنوات كاملة من الحكم الشيوعي العربي الوحيد في التاريخ، ونموذج فريد لم يتكرر في أي مكان آخر بالمنطقة. د. سعيد، المؤرخ اليمني، يؤكد أن هذه الكشوفات تعيد كتابة تاريخ المنطقة بالكامل، بينما يحذر آخرون من استغلال هذه المعلومات لإثارة فتن قديمة. سالم الإذاعي، الذي كان يعمل في إذاعة عدن وقتها، لا يزال يتذكر قشعريرة اللحظة التاريخية عندما أُذيع خبر الاستقالة، ورائحة البحر الممزوجة بحرارة الصراع السياسي في شوارع عدن المتوترة.

اليوم، بعد أكثر من نصف قرن، يعترف علي ناصر محمد بصراحة مؤلمة: "ما حدث بحق قحطان الشعبي كان حماقة من الجميع، سواء من ارتكبها أو من ساهم فيها". هذا الاعتراف التاريخي يفتح الباب أمام المزيد من الكشوفات، ويطرح السؤال الأكبر: إذا كانت هذه هي الأسرار المدفونة في اليمن، فماذا عن باقي العواصم العربية؟ الوقت ينفد أمام المؤرخين لتوثيق هذه الشهادات الحية، والتاريخ العربي المعاصر ينتظر إعادة كتابة جذرية قد تكشف أسراراً أخرى أكثر إثارة وصدمة.

شارك الخبر