في تطور مرعب يهدد بإعادة سوريا إلى أتون الحرب، كشف تحقيق موسّع لوكالة رويترز عن مخطط سري شيطاني بقيادة رامي مخلوف وكمال حسن لتجنيد 50,000 مقاتل مسلح وإشعال انتفاضتين دمويتين في الساحل السوري ولبنان. الأرقام صادمة: 7.5 مليون دولار تُهدر على التدمير بدلاً من بناء المستقبل، في محاولة يائسة لاستعادة النفوذ المفقود بعد سقوط النظام في يناير 2025.
الشبكة السرية أضخم مما تخيل أحد: 14 غرفة قيادة مخفية تدير إمبراطورية من الموت والدمار. رامي مخلوف، ابن خال الأسد، أنفق 6 ملايين دولار من ثروته المنهوبة على الرواتب والمعدات العسكرية، بينما صرف اللواء كمال حسن 1.5 مليون دولار إضافية لتجنيد 12 ألف مقاتل. "نحن نتعامل مع تهديد حقيقي يمكنه زعزعة استقرار المنطقة بأكملها"، يحذر المقدم أحمد الشامي، محافظ طرطوس الذي يعمل ليل نهار لحماية أهالي الساحل من عودة الكابوس. أبو محمد العلوي، الذي فقد ابنه الوحيد في انتفاضة مارس الدامية، يهمس بحزن: "كنا نظن أن الحرب انتهت، لكنها تطاردنا حتى في أحلامنا".
الجذور تمتد عميقاً في التاريخ الأسود لسوريا. منذ سقوط نظام الأسد في يناير 2025، رفضت الدائرة الضيقة للنظام السابق قبول فقدان السلطة والثروة التي نهبوها لعقود. ماهر الأسد، الأخ الشرير للديكتاتور السابق، يسيطر على قوة احتياطية مرعبة قوامها 25,000 مقاتل من الفرقة الرابعة المدرعة، مثل أفعى مجروحة تحضر للدغة الأخيرة قبل الموت. محاولة مارس الفاشلة التي أودت بحياة 1,500 علوي بريء كانت مجرد البروفة الدموية لما هو آت. خبراء الأمن يؤكدون: "هذا المخطط يحمل بصمات التخطيط الروسي الدقيق، لكن فرص النجاح تتضاءل يومياً أمام صمود الحكومة الجديدة".
الحياة اليومية للسوريين تحولت إلى جحيم من القلق والترقب. فاطمة حسن، أم لثلاثة أطفال من طرطوس، تحكي بصوت مرتجف: "أطفالي يسألونني كل ليلة، هل ستعود الحرب؟ ماذا أقول لهم؟" الأسواق تشهد حالة من التوتر، والسياحة الوليدة تواجه ضربة قاسية، بينما تتزايد الإجراءات الأمنية في كل شارع. الحكومة السورية الجديدة تتحرك بحزم، مستعينة بخالد الأحمد لدمج المجتمع العلوي وقطع الطريق على المؤامرات. لكن الساعات القادمة ستكون حاسمة: هل ستنجح جهود السلام في هزيمة مخططات الحرب، أم أن 50,000 مقاتل سيعيدون سوريا إلى الجحيم مرة أخرى؟
المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد. بينما ينفق مخلوف وحسن الملايين على آلة الحرب، تعمل الحكومة الجديدة على بناء مستقبل أفضل لكل السوريين. الخيار واضح: إما السلام والاستقرار، أو العودة إلى دوامة العنف التي دمرت البلاد لأكثر من عقد. التاريخ سيحكم، والشعب السوري ينتظر الخلاص النهائي من كابوس لا ينتهي. السؤال المصيري يبقى معلقاً: هل ستكتب سوريا فصلاً جديداً من السلام، أم ستغرق مرة أخرى في بحر من الدماء؟