في تطور مذهل هز الأسواق المحلية، سجل جرام الذهب عيار 24 في اليمن رقماً قياسياً جديداً وصل إلى 32,282 ريال يمني - رقم كان حلماً مستحيلاً قبل سنوات قليلة! الأكثر صدمة أن هذا المعدن الثمين حقق قفزة جنونية بنسبة 51.53% خلال عام واحد فقط، بينما الخبراء يحذرون: المستثمرون أمام مفترق طرق حاسم قد يحدد مصير مدخراتهم للأبد.
الأرقام تحكي قصة لا تصدق: لو استثمر يمني 100 ألف ريال في الذهب قبل 5 سنوات، لأصبحت اليوم 217 ألف ريال - ارتفاع بنسبة 117.7%! فاطمة عبدالله، ربة بيت من عدن، تروي بفخر: "الحمد لله، بعت مصاغي القديم واشتريت ذهباً جديداً قبل سنوات، مدخراتي تضاعفت والآن أشعر بالأمان." هذه القصة تتكرر في بيوت آلاف اليمنيين الذين راهنوا على المعدن الأصفر كملاذ آمن وسط العواصف الاقتصادية.
خلف هذا الارتفاع الجامح قصة أكبر بدأت مع انهيار الأسواق العالمية وتفاقم التضخم. د. علي الحكيمي، خبير اقتصادي، يوضح: "الذهب اليوم ليس ترفاً، بل أصبح ضرورة اقتصادية للحماية من انهيار العملات المحلية." مثل إعصار اقتصادي يجتاح العالم، دفعت الأزمات المتتالية المستثمرين للهروب نحو الملاذات الآمنة، وكان الذهب النجم الأوحد في هذه العاصفة المالية العارمة.
لكن الوجه الآخر للقصة مؤلم أكثر. أحمد محمد، موظف حكومي من صنعاء، يحكي بحزن: "كنت أريد شراء خاتم لابنتي قبل زفافها، لكن السعر ارتفع 50% هذه السنة فقط، حلم بسيط أصبح مستحيلاً." بينما تشهد محلات الذهب في سوق الملح طوابير يومية من العائلات التي تبيع مصاغها القديم لتشتري الجديد، في مشهد يعكس حالة من القلق والبحث اليائس عن الاستقرار المالي. الخبراء يتوقعون مزيداً من الارتفاع، لكنهم يحذرون من التقلبات الحادة التي قد تقلب الموازين.
في عالم يتسارع نحو المجهول، يبقى الذهب رمز الثبات وسط الفوضى. هل ستكون من الفائزين الذين يراهنون على المعدن الخالد؟ أم ستبقى تراقب من بعيد وأنت ترى القطار الذهبي يمضي بعيداً عن متناولك إلى الأبد؟ القرار في يديك، والوقت يمضي بلا رحمة.
