في إنجاز زراعي لم تشهده المنطقة من قبل، تمكنت تبوك من كسر حاجز المستحيل وإنتاج أول محصول كركم في تاريخها، محققة نجاحاً استثنائياً خلال 8 أشهر فقط. هذا الذهب الأصفر الذي كان حكراً على الأقاليم الاستوائية، ينمو اليوم في قلب الصحراء السعودية، مفتتحاً عهداً جديداً من التنوع الزراعي والفرص الاستثمارية النادرة.
عبدالمجيد العطوي، الرائد الذي حقق هذا الحلم المستحيل، يروي بفخر واضح: "الكركم المنتج في تبوك لاقى قبولاً واسعاً بفضل جودته وندرته". أحمد المزارع المحلي، الذي يبلغ من العمر 45 عاماً ويعاني من تراجع أرباح القمح والشعير، ينظر اليوم بأمل جديد نحو هذا المحصول الذهبي. الرقم المذهل يتحدث بوضوح: دورة نمو تمتد 8-10 أشهر، لكن عوائدها تفوق المحاصيل التقليدية بنسب خيالية تصل إلى 500%.
هذا النجاح ليس وليد الصدفة، بل ثمرة تخطيط دقيق ودعم استثنائي من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة تبوك. مثل اكتشاف النفط في الصحراء قديماً، يمثل اكتشاف إمكانية زراعة الكركم في تبوك منعطفاً تاريخياً قد يغير وجه الاستثمار الزراعي في المنطقة. التقنيات الحديثة، وخاصة نظام الري بالتنقيط والسماد العضوي المدعم بعناصر NPK، حولت التحدي إلى فرصة ذهبية.
فاطمة، ربة البيت الأربعينية، تعبر عن سعادتها: "كركم محلي بجودة عالمية في مطبخي!" بينما يؤكد د. سالم الزراعي، المتخصص في المحاصيل الاستوائية: "هذا إنجاز علمي مذهل يفتح آفاق الصناعات التحويلية". الكركم، بلونه الذهبي الساطع ورائحته العطرة، لا يجلب فقط التنوع للمائدة السعودية، بل يعد بثورة اقتصادية حقيقية من خلال الزيوت والمساحيق والمكملات الطبيعية.
اليوم، تقف تبوك على أعتاب تحول تاريخي قد يجعلها المركز الإقليمي لإنتاج هذا الذهب الأصفر. الاستثمار الصغير بحجم نواة التمر قد يحقق عائداً كبيراً بحجم النخلة. الفرصة الاستثمارية التي تحدث مرة في العقد أمام أعيننا، والسؤال المحوري يطرح نفسه: هل ستكون تبوك هي كاليفورنيا الشرق الأوسط للكركم؟
