في تطور مؤثر هز قلوب ملايين السعوديين، أعلن الديوان الملكي اليوم وفاة صاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود خارج المملكة، في نبأ يختصر سبعة أجيال من النسب الملكي العريق الذي يمتد لأكثر من 200 عام في تاريخ الدولة السعودية. فرع آل جلوي، الذي ساهم في توحيد المملكة وكتابة تاريخها المجيد، يفقد اليوم أحد أبنائه البارزين.
وجاء في البيان العاجل الصادر عن الديوان الملكي: "انتقل إلى رحمة الله تعالى، صاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود، خارج المملكة"، حيث ستقام صلاة الجنازة بعد صلاة العصر يوم الثلاثاء الموافق 11/6/1447هـ في جامع الإمام تركي بن عبدالله التاريخي بالرياض. د. محمد التاريخي، الباحث في تاريخ العائلة المالكة، يؤكد: "فرع آل جلوي له مكانة خاصة في تاريخ المملكة، وفقدان أحد أبنائه يؤثر على كامل الشجرة الملكية العريقة".
يعود تاريخ فرع آل جلوي إلى عهود التأسيس الأولى للمملكة، حيث لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد وترسيخ أسس الدولة الحديثة. مثل وفاة الملوك والأمراء عبر التاريخ السعودي العريق، تجتمع الأمة اليوم في الحداد والدعاء، مؤكدة أن التقاليد الملكية في إدارة مثل هذه المناسبات تعكس عمق الجذور الحضارية. الخبراء يشيرون إلى أن الإعلان السريع والمنظم يعكس قوة النظام الإداري الملكي، كسرعة البرق التي تحافظ على هيبة المؤسسات.
تأثر المجتمع السعودي بعمق بالنبأ، حيث شارك المواطنون في الحداد والدعاء للفقيد، بينما تتجه الأنظار إلى جامع الإمام تركي حيث ستتجمع الحشود لأداء صلاة الجنازة. أحد المصلين المنتظرين يقول بصوت مليء بالحزن: "نشعر بالحزن العميق لفقدان أحد أبناء العائلة المالكة، وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته". الأجواء العامة تتسم بالوقار والحزن المهيب، بينما تستعد المملكة لتوديع أحد أبنائها النبلاء وسط عبق البخور ونسمات الرياض الهادئة بعد العصر.
بينما تستمر التقاليد الملكية في الحفاظ على كرامة الراحلين وتكريمهم، يبقى السؤال: كيف يمكن للأمة أن تحافظ على ذكرى رجالها العظماء وتستمر في مسيرة البناء؟ الإجابة تكمن في الدعاء للفقيد والتمسك بالقيم الإسلامية النبيلة التي غرسها الأجداد، "تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون".