الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: الدولار يقفز لـ 47.56 جنيه... هل ترتفع أسعار السلع غداً؟
عاجل: الدولار يقفز لـ 47.56 جنيه... هل ترتفع أسعار السلع غداً؟

عاجل: الدولار يقفز لـ 47.56 جنيه... هل ترتفع أسعار السلع غداً؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 04 ديسمبر 2025 الساعة 03:05 مساءاً

في تطور يهز الشارع المصري، أعلن البنك المركزي أسعاراً صادمة لصرف العملات الأجنبية مع إغلاق تعاملات الأربعاء، حيث اخترق الدولار الأمريكي حاجز الـ47.50 جنيه ليسجل 47.56 جنيه للبيع. هذا الرقم الذي كان حلماً بعيد المنال قبل عقد واحد فقط، أصبح اليوم واقعاً مريراً يواجه كل مصري. في نفس الوقت الذي تشرب فيه فنجان قهوة، قد يربح أو يخسر أحدهم آلاف الجنيهات في سوق العملات، والسؤال المحوري: هل نحن على أعتاب موجة جديدة من ارتفاع الأسعار؟

التفاصيل الكاملة تكشف صورة أكثر تعقيداً، حيث سجل اليورو 55.24 جنيه للبيع، بينما وصل الريال السعودي إلى 12.67 جنيه. أحمد محمد، مدرس ثانوي يخطط لزيارة ابنه في ألمانيا، اكتشف بصدمة أن تكلفة رحلته تضاعفت ثلاث مرات خلال عامين فقط. "كنت أدخر 30 ألف جنيه للسفر، واليوم اكتشفت أنها بالكاد تكفي لتذكرة الطيران فقط"، يقول بمرارة. فارق الـ10 قروش بين أسعار البيع والشراء يعني أن البنوك تحقق أرباحاً يومية تقدر بمليارات الجنيهات من هذه التعاملات وحدها.

هذه الأرقام المذهلة ليست وليدة اليوم، بل تمثل ذروة رحلة طويلة من التقلبات بدأت مع قرار التعويم في 2016. الخبراء يشيرون إلى أن حرب أوكرانيا وسياسات رفع أسعار الفائدة الأمريكية تضع ضغوطاً هائلة على العملات الناشئة. د. محمود الجمال، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، يؤكد أن "هذه الأسعار تعكس واقعاً اقتصادياً عالمياً جديداً وليس ضعفاً في الاقتصاد المصري تحديداً". المقارنة صادمة: الدولار اليوم بـ47.56 جنيه يذكرنا بأزمة 1979 عندما قفز من 0.39 إلى 1.43 جنيه، لكن النسبة أكبر بمراحل.

التأثير على الحياة اليومية بات ملموساً في كل زاوية، من فنجان القهوة إلى الدواء الضروري. منى حسن، موظفة تستقبل حوالات من شقيقها المغترب، تعبر عن مشاعر مختلطة: "من ناحية أفرح لأن قيمة الحوالة ازدادت 50% خلال العام، لكن من ناحية أخرى أحزن لأن كل شيء أصبح أغلى". على الجانب الآخر، تحتفل فاطمة الشافعي، مصدرة المنتجات اليدوية، بأرباح مضاعفة بفضل ارتفاع سعر الدولار. خبراء الاقتصاد يحذرون من المضاربة العشوائية ويدعون لاستثمارات طويلة المدى تتحوط ضد هذه التقلبات الجامحة.

الوضع الحالي يتطلب إعادة تقييم شاملة لكل الاستراتيجيات المالية والاستثمارية. السيناريوهات المحتملة تتراوح بين استقرار نسبي حول هذه المستويات أو تذبذبات أكثر حدة قد تدفع الدولار إلى مستويات أعلى. هل نشهد بداية عهد جديد من إعادة تشكيل الاقتصاد المصري، أم مجرد موجة عابرة في محيط الاقتصاد العالمي المضطرب؟ السؤال الآن ليس متى سينخفض الدولار، بل هل أنت مستعد لما هو قادم؟

شارك الخبر