في مواجهة تحمل رقماً صادماً من 212 مباراة تاريخية، يقف ريال مدريد الليلة أمام تحدٍ قد يعيد كتابة التاريخ في قلعة سان ماميس الباسكية. رغم هيمنة الملكي بـ110 انتصار عبر أكثر من قرن، إلا أن آخر فوز لبلباو قبل عام بالضبط بنتيجة 2-1 ما زال يطارد أحلام المدريديين. الليلة، في تمام الساعة الثامنة مساءً، قد نشهد نهاية عهد أو بداية نهضة أمام 53,000 متفرج ينتظرون معجزة باسكية جديدة.

وسط الأضواء الساطعة لملعب سان ماميس، يستعد كارلوس، مشجع ريال مدريد من الرياض، لليلة قد تحول أحلامه إلى كابوس. "كل تعادل أو خسارة للفريق تشعرني وكأن قلبي يتوقف،" يقول كارلوس وهو يتابع عبر شاشته. في المقابل، يستعد إيكر، مشجع بلباو، للانفجار فرحاً في شوارع بيلباو إذا تكرر سيناريو العام الماضي. الأرقام تصرخ بهيمنة مدريدية: 399 هدفاً للريال مقابل 272 لبلباو، لكن الكرة مستديرة والتاريخ قابل للتغيير.

خلف هذا التنافس المحتدم قصة تمتد لأكثر من قرن، حيث يمثل ريال مدريد عراقة العاصمة بينما يجسد أتلتيك بلباو كبرياء الشعب الباسكي. الأزمة الحقيقية تكمن في تذبذب أداء الملكي مؤخراً، خاصة بعد الخسارة الأوروبية القاسية أمام ليفربول التي هزت معنويات الفريق. د. رامون فيلاسكيز، المحلل الكروي الإسباني، يحذر: "الريال في أضعف حالاته نفسياً هذا الموسم." المقارنة التاريخية تشبه معركة طويلة ومرهقة، حيث كل طرف يحاول كسر إرادة الآخر.

بينما يستعد محمد من القاهرة لسهرة مثيرة أمام الشاشة، ستتحدد مصائر ملايين المشجعين العرب بنتيجة 90 دقيقة حاسمة. بلباو، الذي يحتل المركز الثامن برصيد 20 نقطة، يرى في حالة الريال المتذبذبة فرصة ذهبية لا تتكرر كثيراً. هتافات الـ53,000 مشجع باسكي ستهدر مثل البركان، مما قد يحول سان ماميس إلى جحيم حقيقي للضيوف المدريديين. النتيجة لن تؤثر فقط على ترتيب الدوري، بل ستحدد مسار الفريقين نفسياً في النصف الثاني من الموسم.

مع اقتراب موعد المواجهة، تختلط المشاعر بين الخوف والطمع والترقب. الريال مثل أسد جريح، خطير رغم ضعفه الظاهر، بينما بلباو يتطلع لكتابة صفحة جديدة في تاريخه المجيد. لا تفوتوا هذه المعركة الملحمية على بي إن سبورت 1 من الساعة الثامنة مساءً بتعليق علي الكعبي الحماسي. السؤال الذي سيجيب عليه الوقت: هل سيستعيد الملكي هيبته المفقودة، أم ستشهد قلعة سان ماميس ولادة أسطورة باسكية جديدة؟