في تطور صاعق يهز أركان كرة القدم العربية، تستعد مملكة صغيرة بمساحة 760 كيلومتر مربع فقط لمواجهة عملاق عراقي يضم 40 مليون نسمة، في معركة لا تعرف المستحيل ولا تعترف بالمساحات! دراغان تالاييتش، المدرب الصربي الذي احتضن أحلام مليون بحريني، يقف على أعتاب لحظة تاريخية قد تعيد كتابة خريطة كرة القدم الخليجية خلال 90 دقيقة فقط من النار والعذاب.
الوعد الناري الذي أطلقه تالاييتش في المؤتمر الصحافي أمس دوّى كالرعد: "سنظهر للجميع ما حضّرنا لأجله، وسنلعب بكل ما نملك من أجل بلادنا"، بينما تلمع عيناه بثقة المحارب الذي يعرف أسراراً لا يراها الآخرون. سالم الدوسري، قائد الفريق البالغ 28 عاماً، يحمل على كتفيه آمال مملكة بأكملها، وخلفه يقف مهدي حميدان البالغ 25 عاماً والذي يحلم بتسجيل هدف يكتب اسمه بماء الذهب في سجل التاريخ البحريني الخالد.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذه المواجهة ليست مجرد مباراة كرة قدم عادية - إنها ثمرة سنوات من الإعداد المضني والخبرات المتراكمة التي تنتظر لحظة الانفجار المدوي. "ما حدث في الماضي أصبح خلفنا" كما أعلن تالاييتش بحزم، مشيراً إلى المواجهات السابقة التي شهدت انتصارات عراقية مدوية، لكن الرجل يؤكد أن البحرين اليوم تختلف كلياً عن أي وقت مضى، وأن العالم على موعد مع مشاهدة قدرات لم يرها من قبل.
في العاصمة المنامة، تستعد عائلة بحرينية مكونة من 4 أفراد للسفر إلى قطر لمؤازرة منتخبهم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، بينما يتردد في شوارع المملكة هتاف واحد: "البحرين.. البحرين". الأدرينالين يتصاعد في عروق اللاعبين، والعرق البارد يتصبب على جبين المدرب الصربي الذي يدرك أن مباراة الغد على ملعب 974 في قطر ستكون أكبر من مجرد 90 دقيقة - إنها فرصة ذهبية لإثبات أن القلب الكبير أهم من المساحة الجغرافية.
مع اقتراب موعد المواجهة المصيرية مساء الأربعاء في تمام الساعة 4:30 بتوقيت القاهرة، تتصاعد التساؤلات المحيرة: هل سنشهد ولادة ملحمة جديدة تهز أركان كرة القدم العربية؟ أم أن طموح الوصول لنهائي كأس العرب سيصطدم بقسوة الواقع العراقي القاسي؟ الإجابة ستكتبها أقدام 23 لاعباً بحرينياً يحملون على أكتافهم أحلام أمة بأكملها!
