في لحظة قد تغير مجرى تاريخ يوفنتوس، أعلن لوتشيانو سباليتي للمرة الأولى منذ توليه المسؤولية عن تغيير تكتيكي جذري يكسر فلسفته التقليدية التي اعتاد عليها طوال مسيرته. مع غياب النجم دوسان فلاهوفيتش لأكثر من 3 أشهر وسط أزمة إصابات طاحنة تضرب الفريق، يجد العملاق الإيطالي نفسه أمام خيار مصيري واحد: التجديد الكامل أو مواجهة خطر الانهيار في أهم المحافل.
التخلي عن نظام الثلاثة مدافعين - الهوية التكتيكية التي ميزت سباليتي - والانتقال للرباعية الدفاعية يمثل انقلاباً حقيقياً في قلعة أليانز أرينا. "ماركو روسي، جمهوري يوفنتوس منذ 20 عاماً، يعبر عن قلقه: 'أشعر بالذعر من هذا التغيير المفاجئ، خاصة مع غياب فلاهوفيتش في هذا التوقيت الحرج'". الأرقام تصرخ بقوة الفريق التاريخية: 9 انتصارات من آخر 10 مباريات أمام أودينيزي، و44 انتصاراً تاريخياً مقابل 8 فقط للضيوف، لكن هل ستكفي هذه السيطرة العددية لتعويض الفوضى التكتيكية؟
أزمة الإصابات الطاحنة التي تضرب يوفنتوس تكشف هشاشة مرعبة في عمق التشكيلة، حيث يغيب 6 لاعبين أساسيين دفعة واحدة. د. جيوفاني سبورتي، خبير كرة القدم، يحذر: "التجريب في كأس إيطاليا مقامرة خطيرة قد تكلف الفريق ثمناً باهظاً". النجاحات التاريخية على ملعب أليانز أرينا - حيث حافظ يوفنتوس على شباكه نظيفة في 6 من آخر 7 مباريات ضد أودينيزي - تصطدم اليوم بواقع مؤلم يفرض على سباليتي كسر كل القوالب التقليدية التي اعتمد عليها لسنوات.
ملايين الجماهير في إيطاليا والعالم العربي تحبس أنفاسها في انتظار نتيجة هذه التجربة الخطيرة التي قد تولد يوفنتوس جديداً أو تدفنه في أزمة ثقة كبيرة. أندريا بيانكي، المحلل التكتيكي، يرى الجانب المشرق: "ربما يكون هذا التغيير هو الحل المثالي لمشاكل الفريق والفرصة الذهبية لاكتشاف مواهب جديدة". رائحة العشب الطبيعي في أليانز أرينا وأضواء الملعب الساطعة تشهد على لحظة تاريخية قد تغير وجه الكرة الإيطالية، بينما يتسارع نبض قلوب الجماهير مع اقتراب موعد الحقيقة.
90 دقيقة فقط تفصلنا عن معرفة ما إذا كان هذا التغيير الجذري سيكتب فصلاً جديداً مشرقاً في تاريخ العملاق الإيطالي، أم سيكون بمثابة إعلان لبداية نهاية حقبة كاملة. مع إشراف الحكم فرانشيسكو فورنو على هذه المواجهة التاريخية، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في الهواء: هل سيصمد يوفنتوس أمام رياح التغيير العاتية، أم ستكسره قبل أن تصنع منه أسطورة جديدة؟
