في إنجاز ثوري يخترق حواجز المستحيل، تُنتج المملكة العربية السعودية أكثر من 11.1 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، لترسيخ مكانتها كأكبر منتج للمياه العذبة عالمياً. بينما يعاني حوالي 2 مليار شخص في أنحاء العالم من نقص المياه، تسطر السعودية تاريخاً جديداً من الريادة في هذا المجال. الخبراء يؤكدون: تحرك سريع قبل فوات الأوان يعزز الفرص الاقتصادية في هذا القطاع المزدهر. سنستعرض معكم التفاصيل كاملة.
تُدير السعودية شبكة ضخمة مكونة من 41 محطة تحلية موزعة بين القطاعين العام والخاص، حيث تساهم بنحو 22.2% من الإنتاج العالمي. على رأس هذه المنظومات تأتي محطة رأس الخير الواقعة على الساحل الشرقي، والتي تُعد الأكبر عالمياً بقدرة تزيد عن مليون متر مكعب يومياً. وبتكنولوجيا معقدة، تُنقل المياه من الخليج لمسافة 467 كيلومتراً لتصل إلى العاصمة الرياض، حيث يصف المهندس محمد العطاس ذلك قائلاً: "منذ 25 عاماً وأنا في ميدان التحلية، ولكن هذا الإنجاز كان حلمنا المستحيل."
منذ بداياتها في عام 1905 مع وجود "الكنداسة" في جدة، إلى تأسيس المؤسسة العامة لتحلية المياه عام 1974، تخطت المملكة محطات كبرى في تحقيق الاستدامة المائية. ومثل مشروع أرامكو في النفط، تمثل تحلية المياه مشروعاً حضارياً يخدم أجيالاً قادمة. تحت هذه الرؤية، يتوقع الخبراء أن تتبوأ السعودية مركز تصدير التقنيات المائية الجديدة على مستوى العالم خلال العقد المقبل.
لقد أصبح ضمان توافر المياه العذبة عنصرًا أساسيًا في حياة مليون ونصف نسمة بالعاصمة وحدها، مما يعزز من استقرار وراحة السكان. يُتوقع أن تحقق التقنية المستدامة فرص استثمارية ضخمة، لكن يبقى التحدي في السباق ضد دول كبرى منافسة، مما يطرح سؤالاً بارزاً: هل ستبقى السعودية على قمة سلم القيادة التقنية للمياه رغم احتدام المنافسة؟
من مرحلة "الكنداسة" إلى قمة الريادة العالمية، تخطت السعودية 119 عاماً من التطور والإبداع لتحقق استدامة بيئية ومائية كاملة. ويصل السؤال الختامي لقلوب الجميع: "هل تواصل السعودية هذه الريادة وسط تحديات المنافسة العالمية المتزايدة؟"