في تطور مفاجئ أشعل حماس ملايين اليمنيين، أعلنت قناة يمنية حصولها على حقوق نقل مباريات المنتخب الأولمبي في بطولة كأس الخليج، مُنهية غياباً دام سنوات عن الشاشات العربية. 4 ديسمبر - التاريخ الذي طال انتظاره، سيشهد عودة الحلم اليمني إلى الملاعب الخليجية، حاملاً على أكتاف 23 شاباً أحلام شعب كامل يتطلع للفرح وسط الظروف الصعبة.
أحمد الصنعاني، مشجع يمني أربعيني، لم يخف دموعه وهو يتحدث: "لم أشاهد منتخبي يلعب في بطولة خليجية منذ سنوات، اليوم أشعر وكأن اليمن يعود للحياة". القناة اليمنية التي تجاهلت كل التحديات المالية واللوجستية، أكدت التزامها الكامل بنقل جميع مباريات المنتخب الأولمبي تحت 23 عاماً، في خطوة تُعتبر بمثابة انتصار للإرادة اليمنية على الظروف القاهرة. محمد السالمي، أحد لاعبي المنتخب، قال بحماس: "أحلم بتسجيل هدف للوطن أمام إخواننا الأشقاء".
هذه العودة تأتي بعد غياب طويل فرضته الظروف الاستثنائية التي مر بها اليمن، حيث اقتصرت مشاركاته الرياضية على بطولات محدودة. د. علي المخلافي، المحلل الرياضي المتخصص، يرى في هذا الجيل الذهبي قدرة استثنائية: "هؤلاء الشباب قادرون على صنع المفاجآت، فالموهبة اليمنية لم تختف رغم كل التحديات". المقارنة مع عودة اليمن لكأس آسيا في التسعينيات تبدو واردة، فكما عاد الطائر للتحليق بعد إصلاح جناحه المكسور، يعود اليمن الرياضي ليثبت حضوره.
تأثير هذا القرار سيتجاوز حدود الرياضة ليصل إلى الحياة اليومية لملايين اليمنيين الذين وجدوا أخيراً شيئاً إيجابياً يتابعونه ويفتخرون به. فاطمة التعزية، والدة أحد اللاعبين، تقول بفخر: "أفتخر بأن ابني يحمل اسم اليمن في هذا المحفل الخليجي". التوقعات تشير إلى تنشيط الحركة الرياضية وعودة الاهتمام بكرة القدم كرياضة شعبية، بينما يرى الخبراء فرصة ذهبية لاكتشاف مواهب جديدة وجذب استثمارات رياضية مستقبلية. ردود الأفعال الجماهيرية كانت مُلهمة، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات الدعم والتشجيع.
هذه ليست مجرد مباريات كرة قدم، بل عودة حقيقية لليمن إلى الخارطة الرياضية الخليجية. البطولة التي تنطلق في الرابع من ديسمبر قد تكون بداية عهد جديد للرياضة اليمنية، حيث يثبت الشباب اليمني أن الإرادة أقوى من كل الظروف. ندعو جميع الجماهير لمؤازرة أبطالنا الصغار ودعمهم معنوياً، فالنصر الحقيقي يكمن في المشاركة بكرامة. فهل ستكون هذه فعلاً بداية عودة اليمن الرياضي الحقيقي إلى مكانته المستحقة؟