في قرار يحمل بصمة تاريخية، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمنح ملايين الأسر السعودية دعماً إضافياً قدره 720 ريال شهرياً لمدة ثلاث سنوات كاملة حتى نهاية 2026. هذا القرار الاستثنائي، الذي جاء بناءً على ما رفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يضمن زيادة 70% على الراتب الأساسي لبرنامج حساب المواطن، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المعيشي وسط التحديات الاقتصادية العالمية.
أم سارة، ربة بيت لديها أربعة أطفال من الرياض، لم تخف دموع الفرح وهي تتحدث عن تأثير هذا القرار: "كنت أخشى من توقف الدعم، لكن هذا الإعلان أزاح عني همّاً كبيراً، الآن أطمئن على مستقبل أطفالي". ووفقاً للسلم الجديد المعلن من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، سيحصل المستفيد الرئيسي على 720 ريالاً شهرياً، بينما يحصل التابع الأكبر من 18 عاماً على 360 ريالاً، والأصغر سناً على 216 ريالاً شهرياً.
هذا القرار الملكي يأتي في سياق استمرار السياسة الاجتماعية الداعمة ضمن رؤية 2030، ويهدف إلى مواجهة التغييرات الاقتصادية العالمية وارتفاع تكاليف المعيشة التي تشهدها معظم دول العالم. د. فهد الاقتصادي، خبير الاقتصاد بجامعة الملك سعود، يؤكد أن "هذا القرار يعكس حرص القيادة الرشيدة على الاستقرار الاجتماعي، ويشبه برامج الدعم الاجتماعي الناجحة في أوروبا". البرنامج الذي انطلق كجزء من الإصلاحات الاقتصادية، يحرص على توجيه الدعم للأسر الأكثر استحقاقاً عبر ربط قيمة الدعم بمستوى الدخل وحجم الأسرة.
التأثير الفوري لهذا القرار بدأ يظهر في البيوت السعودية، حيث تتردد أصوات الفرح وتنتشر مشاركة الخبر في مجموعات الواتساب العائلية. أحمد المطيري، الشاب العاطل عن العمل من جدة، يعتبر هذا الدعم "نفساً جديداً يساعدني في البحث عن فرصة عمل مناسبة دون قلق من الوضع المالي". المبلغ الإضافي، الذي يعادل فاتورة البقالة الشهرية لأسرة متوسطة، سيمكن الأسر من تحسين قدرتها الشرائية ومواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية.
مع استمرار فتح باب التسجيل في البرنامج، يضمن هذا القرار التاريخي وصول الدعم إلى جميع الأسر المستحقة والمحتملة. هذه الخطوة الاستباقية تعكس رؤية قيادية حكيمة تضع المواطن في المقدمة، وتؤسس لاستقرار اجتماعي واقتصادي طويل المدى. هل ستكون من المستفيدين الذين يستغلون هذه الفرصة الذهبية لتحسين أوضاعهم المعيشية والاستثمار في مستقبل أفضل؟