20 كيلومتر فوق رؤوسنا، عين لا تنام تراقب كل تحرك وتستمع لكل استغاثة - هذا ما وعد به الدفاع المدني السعودي حين استعراضه لطائرة دون طيار متطورة في معرض الطيران 2025 في مُفاجأة اثلجت صدور السعوديين. وللمرة الأولى في تاريخ المملكة، رجال الإنقاذ يتحدثون مع الضحايا قبل أن يروهم. في الدقائق التي تقرأ فيها هذا الخبر، قد تكون هناك عملية إنقاذ تحدث الآن بتقنية لم نحلم بها من قبل.
في قاعات معرض الطيران بمطار الثمامة، تجمع المئات حول جناح وزارة الداخلية ليشاهدوا بأعينهم مستقبل عمليات الإنقاذ في المملكة. الطائرة الجديدة قادرة على التحليق على ارتفاع 20 كيلومترًا وتغطية مساحة 1,256 كم مربع، بالإضافة إلى قدرتها على حمل معدات النجاة. "هذه ليست مجرد طائرة، إنها شريان حياة يصل إلى حيث لا تستطيع الطائرات التقليدية الوصول"، قال أحد الخبراء.
منذ سنوات، والدفاع المدني السعودي يبحث عن حلول تقنية لتحديات الجغرافيا الصعبة في البلاد. التضاريس المتنوعة والمسافات الشاسعة تتطلب تقنيات متقدمة لتقليل زمن الاستجابة، مما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. وكما أحدثت الهواتف الذكية ثورة في عالم التواصل، يبدو أن هذه الطائرة ستحدث ثورة مشابهة في عالم الإنقاذ.
مع كل رحلة تخييم أو نزهة جبلية أو رحلة صحراوية، ستشعر بأمان أكبر. التقنية الجديدة تعد بتحويل المملكة إلى مركز إقليمي في تقنيات الإنقاذ المتقدمة. إنها فرصة ذهبية للاستثمار وتطوير الكوادر، حيث أبدى الشباب حماسهم والخبراء إعجابهم. "سنكون أول من يستجيب للحالات الطارئة"، أضاف أحد المسؤولين بفخر.
تقنية متطورة وقدرات استثنائية تعني نقلة نوعية في عمليات الإنقاذ. مستقبل مليء بالأمان يلوح في الأفق مع تزايد عيون السماء الساهرة في المملكة. أما دعوتنا لك، فهي أن تدعم التطوير التقني وتتعلم الإسعافات الأولية لتكون جزءاً من منظومة الأمن. وفي المرة القادمة التي تنظر فيها للسماء، تذكر أن هناك عيناً تراك وأذناً تسمعك - فهل أنت مستعد لهذا المستقبل؟
