في تطور صادم يهدد مصر ومستقبلها الاقتصادي والاجتماعي، تواجه البلاد عجزاً مائياً يصل إلى 55 مليار متر مكعب سنوياً، وهو رقم يهدد حياة واستقرار 100 مليون مواطن مصري. لأول مرة في التاريخ، تستهلك مصر مياهًا تزيد عن ضعف مواردها الطبيعية، مما يؤدي إلى عواقب كارثية على الزراعة والصناعة. صيف 2024 سجل أعلى استهلاك مائي في التاريخ المصري... والخبراء يحذرون من أن الأسوأ لم يأت بعد! تفاصيل أكثر عن هذا الوضع الكارثي في النقاط القادمة.
وتتجلى تفاصيل الأزمة في اعتماد مصر على نهر النيل بنسبة 93% لتلبية احتياجاتها المائية، مع استهلاك القطاع الزراعي 76% من إجمالي المياه المتاحة. هذا الاستهلاك الهائل يضعف فرص بقاء الاستقرار في البلاد، حيث يقول المسؤولون: "الوضع المائي في مصر وصل لنقطة اللاعودة." الأثر الحسي يبدو جليًا مع رؤى الخزانات الفارغة والمواسير الجافة، بالإضافة إلى قلق واستياء بين المزارعين الذين يواجهون انخفاضاً حاداً في إنتاجية محاصيلهم وتهديدات مستمرة لمصدر رزقهم.
تعود خلفية هذه الأزمة إلى التغيرات المناخية وزيادة عدد السكان، مما يضيف عبئاً هائلاً على الموارد المائية المحدودة. إلى جانب النزاعات الإقليمية المتعلقة بسد النهضة وما يرتبط بها من تأثيرات سلبية على تدفق مياه النيل. يمتد التاريخ ليشهد أزمات الجفاف مثل تلك التي حدثت في مصر القديمة، ليضع تحذيرًا واضحاً للخبراء المتخصصين الذين يشيرون إلى أن المستقبل قد يكون أكثر قسوة. التوقعات تشير إلى أن العجز المائي قد يصل إلى 70 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، إلا إذا تمت معالجة الأسباب الرئيسية بفعالية.
تعاني الحياة اليومية للمصريين بشدة من أثر العجز المائي، حيث يعاني المواطنون من انقطاعات متكررة للمياه وارتفاع في الأسعار، مما يضطر البعض لتغيير أنماط حياتهم اليومية. المستقبل يحمل تحذيرات واضحة من أزمة غذائية وشيكة وهجرة غير مسبوقة من الريف إلى المدن، حيث تكون الفرص للبحث عن حلول وتقنيات جديدة لتقليل الهدر أساساً للابتكار في القطاع الزراعي وغيره. ردود الأفعال تتنوع بين قلق شعبي واسع و دعوات لاتخاذ قرارات عاجلة لاستثمار في تحلية المياه كحل محتمل للأزمة.
في ظل هذا التحدي المائي الصارخ، يجب على مصر تبني حلول جذرية وفورية لضمان بقاء واستدامة مواردها لمواجهة السنوات القادمة التي ستكون حاسمة في تحديد مصير الأمن المائي المصري. الوقت ليس في صالحنا، والحاجة ملحة للعمل بسرعة. السؤال المهم: "هل ستتمكن مصر من كسر لعنة العطش، أم ستظل قصة تحذيرية لكافة دول العالم؟"