في تطور تاريخي لم تشهده سلطنة عُمان من قبل، يقف العالم أمام 1.7 مليار ريال عُماني تُضخ في يوم واحد لإطلاق أكبر مشروعين عقاريين في تاريخ السلطنة الحديث. هذا الاستثمار الجبار، الذي يعادل الناتج المحلي لدولة كاملة, يعيد كتابة قواعد اللعبة العقارية في المنطقة بأكملها. مع توفر 1300 وحدة فقط في المرحلة الأولى من أصل 15 ألف وحدة، يتسابق المستثمرون ضد الزمن قبل أن تنفد هذه الفرصة الاستثمارية النادرة.
تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وُضع حجر الأساس لمشروعي "يامال" و"جود" في احتفال مهيب شهده كبار المسؤولين. هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذي لمجموعة طلعت مصطفى، كشف أن المجموعة تستثمر 5 مليارات دولار إجمالية لتقديم مفهوم جديد للمدن الذكية. "نحن لا نبني مجرد مساكن، بل نخلق حضارة عمرانية جديدة تعكس عظمة التراث العُماني"، قال طلعت مصطفى وسط تصفيق حار من الحضور.
يمتد مشروع "جود" على 2.7 مليون متر مربع ليضم 7000 وحدة سكنية في مجتمع ذكي مستدام، بينما يحتضن "يامال" 6000 وحدة على 1760 متراً من الواجهة البحرية الخلابة. هذان المشروعان يأتيان امتداداً طبيعياً لرؤية عُمان 2040 الطموحة، مذكرين العالم بنهضة دبي العقارية في التسعينيات التي حولتها لعاصمة عالمية. الفارق هنا أن عُمان تملك ما لا تملكه دبي: التراث البحري العريق والطبيعة الساحرة التي لم تُمس بعد.
د. سالم البوسعيدي، خبير التطوير العمراني، يؤكد أن هذين المشروعين سيخلقان 50 ألف وظيفة ويرفعان قيمة الأراضي المجاورة بنسبة تتراوح بين 300% إلى 500% خلال العقد القادم. أحمد الكندي، موظف حكومي يحلم بشقة في المشروع، يعبر عن قلقه: "نحن نشهد تحولاً تاريخياً، لكن هل سنكون جزءاً منه أم مجرد مشاهدين؟" في المقابل، تتألق فاطمة المعشني، المستثمرة التي حجزت 3 وحدات في المرحلة الأولى، قائلة بثقة: "هذا ليس مجرد استثمار، هذا مستقبل أطفالنا وأحفادنا".
مع انطلاق هذين العملاقين العقاريين، تقف سلطنة عُمان على أعتاب عصر جديد من التطوير المستدام الذي يمزج بين عبق التاريخ ورونق الحداثة. المرحلة الأولى من المبيعات تنطلق قريباً، والفرصة متاحة لمن يريد أن يكون جزءاً من هذا التحول الحضاري الاستثنائي. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستحجز مقعدك في قطار المستقبل العُماني، أم ستشاهده وهو ينطلق بدونك إلى المجد؟