الرئيسية / مال وأعمال / كارثة اقتصادية: مواطن صنعاء يشتري بـ535 ريال ما يكلف مواطن عدن 1816!
كارثة اقتصادية: مواطن صنعاء يشتري بـ535 ريال ما يكلف مواطن عدن 1816!

كارثة اقتصادية: مواطن صنعاء يشتري بـ535 ريال ما يكلف مواطن عدن 1816!

نشر: verified icon مروان الظفاري 02 ديسمبر 2025 الساعة 05:10 صباحاً

في مشهد لم يحدث في التاريخ الحديث، تشهد اليمن كارثة اقتصادية صادمة: عملة واحدة بقيمتين مختلفتين في بلد واحد بفرق يصل إلى 239%! ما يكلف مواطن صنعاء 535 ريالاً يحتاج من مواطن عدن 1816 ريالاً - فرق مدمر قدره 1280 ريال يعكس انهياراً اقتصادياً تاريخياً. خلال 24 ساعة فقط، فقد آلاف اليمنيين نصف قيمة مدخراتهم دون أن يحركوا ساكناً، في مأساة تكشف عمق الكارثة التي تعصف بالبلد المنقسم.

أحمد الصالحي، موظف حكومي من عدن، يروي مأساته بصوت مختنق: "راتبي 60 ألف ريال لا يكفي إيجار شقة صغيرة، بينما زميلي في صنعاء بنفس الراتب يعيش كالملك". الفجوة الصادمة بين المدينتين حولت اليمن إلى كوكبين اقتصاديين مختلفين، حيث يعجز مليونا مواطن عن فهم القيمة الحقيقية لأموالهم. د. محمد الشامي، خبير اقتصادي، يحذر بقلق: "نحن أمام انهيار لم يشهده التاريخ الحديث - أسوأ من أزمة الماركة الألمانية عام 1923". في أسواق الصرف، تتصاعد أصوات الغضب واليأس، بينما تمتلئ العيون بالدموع أمام الأرقام المدمرة على شاشات الصرافة.

الحرب المدمرة التي اندلعت منذ 2014 خلقت واقعاً مأساوياً: بنكان مركزيان متنافسان، سلطتان نقديتان متصارعتان، واقتصاد مُمزق إلى شطرين. انقسام السلطة وتدخل القوى الخارجية حول العملة الواحدة إلى أداة حرب اقتصادية، حيث تتحكم جماعات مسلحة في قيمة النقد كسلاح فتاك ضد الشعب. الوضع أخطر من انهيار لبنان وفنزويلا مجتمعين - لأن اليمن يواجه انقساماً عمودياً في نفس العملة. الخبراء يتوقعون تدهوراً أكبر خلال الأسابيع القادمة، مع احتمالية تحول الأزمة إلى مجاعة حقيقية تهدد ملايين الأرواح.

فاطمة العولقي، تاجرة ذكية من صنعاء، تستغل الفروقات الجنونية لمساعدة أيتام حيها، لكنها تعترف بحسرة: "أربح من مأساة شعبي - هذا ليس عدالة". الأسر اليمنية تعيش كابوساً يومياً: أطفال لا يجدون الحليب، مرضى يموتون لعدم توفر الأدوية، وطلاب يتركون مدارسهم لأن التعليم أصبح ترفاً لا يُطاق. سالم المحضار، محول أموال، يشهد المأساة يومياً: "أرى العائلات تبكي عندما تصل حوالاتهم مقطعة النصف - مشهد يحطم القلب". النتيجة المرعبة: هجرة جماعية لمن يستطيع، ويأس قاتل لمن يبقى محاصراً في جحيم الانهيار الاقتصادي.

أزمة العملة اليمنية ليست مجرد أرقام على الورق - إنها كارثة إنسانية حقيقية تدمر مستقبل جيل كامل وتهدد بتقسيم البلد نهائياً إلى دولتين اقتصادياً. التدخل الدولي العاجل ضروري لإنقاذ ملايين الأرواح من مصير محتوم، وإلا فإن اليمن سيصبح أول بلد في التاريخ بعملتين رسميتين. السؤال المصيري: هل ستنجح معجزة الإنقاذ قبل فوات الأوان، أم سنشهد ولادة دولتين من رحم الكارثة؟

شارك الخبر