في تطور مفصلي يهز أركان الشرق الأوسط، كشفت إيران اليوم حقيقة الرسائل السرية التي تناولتها التقارير من السعودية وتركيا، في وقت تمر فيه 85% من تجارة النفط العالمية عبر منطقة تبعد دقائق فقط عن نقطة الانفجار. المتحدث الإيراني نفى بحزم تلقي أي تحذيرات أمنية جديدة، مؤكداً أن طهران مستعدة لمواجهة أي طارئ - تصريح قد يعيد رسم خريطة التوازنات الإقليمية خلال الـ48 ساعة القادمة.
في مؤتمر صحفي مشحون بالتوتر، وقف إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ليجيب بكلمة واحدة هزت أسواق الطاقة العالمية: "كلا". هذا النفي القاطع جاء رداً على أسئلة حول رسائل تهديد مزعومة نقلها وزير الخارجية التركي ونائب وزير الخارجية السعودي خلال زيارتيهما المنفصلتين لطهران. أحمد العبدالله، تاجر كويتي يدير أعمالاً بقيمة 2 مليون دولار مع إيران، يصف مشاعره: "شعرت بالارتياح لحظياً، لكن القلق يتزايد... هذه المنطقة لا تحتمل المزيد من التوترات."
خلف هذا النفي الدبلوماسي، تكمن خلفية معقدة من المصالحة السعودية-الإيرانية التي تمت برعاية صينية في مارس 2023، والتي فتحت آفاقاً جديدة وأثارت مخاوف إسرائيلية عميقة. التصعيد المستمر في غزة ولبنان يلقي بظلاله الثقيلة على المنطقة بأكملها، مثل انهيار جليدي يتحرك ببطء نحو المجهول. الدكتور رضا الإقليمي، خبير العلاقات الدولية، يحلل الموقف: "هذا النفي يشير لثقة طهران في موقفها التفاوضي، لكنه لا ينفي وجود اتصالات سرية عالية المستوى."
من محطات الوقود في الرياض إلى أسواق الذهب في دبي، الجميع يحبس أنفاسه منتظراً التطورات القادمة. سارة المحمدي، الدبلوماسية السعودية المتقاعدة، تؤكد أن "الحوار هو الملاذ الوحيد لتجنب كارثة إقليمية قد تكلف المنطقة أكثر من 100 مليار دولار." المستثمرون الأذكياء يراقبون بحذر شديد، والحكماء يتجهون للملاذات الآمنة، بينما عمر الصحفي الذي حضر المؤتمر يصف الأجواء: "رغم الثقة الظاهرية في كلمات بقائي، كان التوتر ملموساً في القاعة."
في منطقة حيث تحرك الكلمات الجيوش وتهز الاقتصادات، يبقى السؤال الأهم معلقاً: هل كان النفي الإيراني نهاية للشائعات أم بداية لفصل جديد من التوتر؟ الأسابيع القادمة ستحدد شكل الشرق الأوسط للعقود القادمة، في وقت تؤكد فيه إيران استعدادها لمواجهة أي طارئ. المنطقة على موعد مع المجهول، والعالم ينتظر.