الرئيسية / محليات / كارثة: عدن تحترق في 45 درجة بـ10% كهرباء فقط... نصف مليون يهددون بالنزوح!
كارثة: عدن تحترق في 45 درجة بـ10% كهرباء فقط... نصف مليون يهددون بالنزوح!

كارثة: عدن تحترق في 45 درجة بـ10% كهرباء فقط... نصف مليون يهددون بالنزوح!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 01 ديسمبر 2025 الساعة 03:20 مساءاً

في مشهد يحبس الأنفاس، تحولت مدينة عدن إلى فرن ملتهب يعذب مليون إنسان بأقل من 10% كهرباء فقط من إجمالي طاقتها الإنتاجية! 500 ألف شخص - عدد يعادل سكان دولة مالطا بأكملها - يقفون على حافة النزوح القسري، بينما تصل الحرارة لـ 45 درجة مئوية قاتلة تحول البيوت إلى أفران بشرية. كل ساعة تأخير قد تعني موت عشرات من كبار السن والأطفال في كارثة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً.

المأساة تتكشف بأرقام صادمة: من 700 ميجاوات قدرة إنتاجية إلى 65 ميجاوات فقط تعمل في مدينة عدن - كما لو أن مدينة دبي بأكملها تعمل بكهرباء حي واحد صغير! فاطمة الحضرمي، أم لثلاثة أطفال، تروي مأساتها: "أطفالي لا ينامون من الحر، والثلاجة فارغة لأن كل شيء فسد، نشرب الماء الساخن ونأكل الطعام المفسود." المهندس سالم العدني، مدير مولد حكومي، يكافح 20 ساعة يومياً لتوزيع الطاقة المتاحة: "ننقذ ما يمكن إنقاذه من هذا الجحيم."

الكارثة لم تحدث بين ليلة وضحاها. سنوات من الحرب والإهمال راكمت طبقات من الدمار على البنية التحتية، حتى انهارت منظومة الكهرباء بسرعة انتشار حريق في غابة جافة. توقف الغاز ونفاد الوقود وضعف الصيانة خلقوا عاصفة مثالية من الفشل. د. أحمد الطاقي، خبير الكهرباء يحذر: "الوضع كارثي، نحتاج حلول طوارئ فورية قبل أن تصبح المدينة غير صالحة للسكن نهائياً."

الحياة توقفت تماماً في عدن وحضرموت. المستشفيات تعمل بمولدات متهالكة، العمليات الجراحية متوقفة، والأدوية تفسد في ثلاجات معطلة. علي الصياد، سائق تاكسي يصف المشهد: "الناس تنام في الشوارع هرباً من حر البيوت، المستشفيات توقفت، والمحلات مغلقة." الشوارع مظلمة كالقبور، والعائلات تستحم بالمياه في الطرقات بحثاً عن لحظة راحة من الجحيم الملتهب. النتيجة المرعبة: نصف مليون شخص يستعدون لترك بيوتهم إلى الأبد.

بينما تعد الحكومة اليمنية بجعل 2026 "عام الكهرباء" مع دعم إماراتي بمليار دولار للطاقة المتجددة، السؤال الحارق يبقى: هل ستصمد هذه المدن المنكوبة حتى ذلك التاريخ البعيد؟ الوقت ينفد، والأرواح في خطر، والعالم يشاهد صامتاً أول كارثة نزوح جماعي بسبب انقطاع الكهرباء في التاريخ الحديث. متى سيتحرك ضمير العالم؟

شارك الخبر