الرئيسية / محليات / عاجل: انقطاع كامل للكهرباء في وادي حضرموت... المحطات الغازية تتوقف والسكان في ظلام دامس!
عاجل: انقطاع كامل للكهرباء في وادي حضرموت... المحطات الغازية تتوقف والسكان في ظلام دامس!

عاجل: انقطاع كامل للكهرباء في وادي حضرموت... المحطات الغازية تتوقف والسكان في ظلام دامس!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 01 ديسمبر 2025 الساعة 01:55 صباحاً

في تطور صادم هز أكبر محافظات اليمن، غرق مليون ونصف شخص في الظلام الدامس خلال ساعات قليلة، بعد انهيار كامل لمنظومة الكهرباء في وادي حضرموت. أكبر منطقة في اليمن تعيش الآن كما لو أننا في القرن الماضي، حيث توقفت جميع المحطات الغازية عن العمل في كارثة تُعتبر الأسوأ منذ بداية الحرب اليمنية. كل دقيقة تمر تعني معاناة أكثر في حر يتجاوز 45 درجة مئوية، والسؤال الآن: هل تصمد حضرموت أمام هذا الصمت المطبق؟

الأرقام مرعبة والواقع أشد قسوة. انقطاع بنسبة 100% ضرب المنطقة التي تعادل مساحة دولة الكويت، مخلفاً وراءه مشاهد مؤلمة في الشوارع المظلمة. "إنها كارثة حقيقية، المنطقة بأكملها غرقت في الظلام والحر الشديد"، تقول أم محمد الأربعينية وهي تحتضن أطفالها الثلاثة في منزل تحول إلى فرن حقيقي. فساد الطعام في الثلاجات، توقف المستشفيات عن العمل، وإغلاق المخابز جعل الحياة شبه مستحيلة، بينما ارتفعت مبيعات المولدات بنسبة 300% في ساعات قليلة.

هذه ليست المرة الأولى، فاليمن يرزح تحت وطأة أزمة طاقة خانقة منذ عام 2015، لكن ما يحدث في حضرموت اليوم يفوق كل التوقعات. نقص الوقود المزمن، ضعف الصيانة، وتأثيرات الحرب المدمرة حولت الشبكة الكهربائية إلى قنبلة موقوتة انفجرت أخيراً. "أسوأ أزمة كهرباء منذ بداية الحرب"، هكذا يصفها د. أحمد الحضرمي، مهندس الكهرباء المتقاعد، محذراً من أن "المنطقة تواجه انهياراً كاملاً للبنية التحتية قد يستمر لأشهر".

الآثار كارثية على كل مناحي الحياة. العائلات تهجر منازلها بحثاً عن أماكن مكيفة، المرضى في خطر بسبب توقف أجهزة الإنقاذ، والأطفال يبكون من الحر الشديد في مشهد يقطع القلوب. سالم العامل في الثامنة والعشرين اضطر لإغلاق المخبز وخسر دخل يومه، قائلاً بمرارة: "كيف أشغل الأفران بدون كهرباء؟ الناس تنتظر الخبز وأنا عاجز". الخسائر الاقتصادية تتراكم كل ساعة، والخبراء يتوقعون موجة هجرة جماعية إذا استمرت الأزمة. لكن وسط هذا الظلام، تبرز فرص للاستثمار في الطاقة الشمسية، حيث بدأ البعض البحث عن حلول بديلة قد تغير وجه المنطقة للأبد.

بينما تغرق حضرموت في صمت مطبق يقطعه فقط أزيز المولدات القليلة، يبقى السؤال الأهم معلقاً في الهواء الحار: متى ستعود الكهرباء؟ الحاجة ملحة لتدخل فوري من السلطات والمنظمات الإنسانية، وخطط طويلة المدى لمنع تكرار هذه المأساة. هل ستصمد حضرموت أمام هذه المحنة، أم أننا أمام بداية نهاية حقبة كاملة في تاريخ هذه المنطقة العريقة؟

شارك الخبر