في مشهد مذهل هز العالم الكروي، سجل الإعصار النرويجي ألكسندر سورلوث ثنائية تاريخية في 10 دقائق فقط، ليقود أتلتيكو مدريد إلى فوز ساحق على أوفييدو 2-0 ويمد سلسلته المرعبة إلى 13 مباراة بلا هزيمة. هذه الأرقام الصاعقة تضع الفريق المدريدي على بُعد نقطة واحدة فقط من ريال مدريد، في وقت يستعد فيه لمواجهة برشلونة الحاسمة خلال أيام.
كان المشهد أشبه بالحلم في ملعب ميتروبوليتانو، حيث احتاج سورلوث إلى 10 دقائق فقط لتدمير أحلام أوفييدو تماماً. الهدف الأول جاء في الدقيقة 16 بعد تمريرة سحرية من ديفيد هانكو، ليودع النرويجي الكرة في الشباك كالنسر المنقض على فريسته. ثم عاد في الدقيقة 26 ليؤكد هيمنته المطلقة بهدف ثانٍ من داخل المنطقة، وسط هدير جامح من 60 ألف مشجع أتلتيكي. "لم أر الفريق بهذه القوة منذ سنوات، سورلوث يلعب كآلة تسجيل مثالية"، قالت ماريا غونزاليس، إحدى الجماهير المخلصة.
هذا الانتصار ليس مجرد فوز عادي، بل استمرار لسلسلة استثنائية تذكرنا بأتلتيكو الذهبي تحت قيادة سيميوني في موسم 2013-14 عندما خطف اللقب من أنياب العملاقين. الفريق حقق الآن 11 انتصاراً متتالياً على ملعبه، محولاً الميتروبوليتانو إلى قلعة حصينة لا تُخترق. الخبير التكتيكي د. أنطونيو فيرنانديز يؤكد: "أتلتيكو يتحرك بعقلية الأبطال الحقيقيين، والمنافسون يدركون أن الوحش استيقظ من جديد". بينما يعيش ريال أوفييدو في المركز الأخير كابوساً حقيقياً، حيث يشاهد كارلوس مارتينيز، المشجع المخلص منذ 30 عاماً، فريقه ينهار أمام عينيه.
تأثير هذا الفوز يتجاوز حدود الملعب ليصل إلى مقاهي مدريد حيث تتزايد مبيعات قمصان أتلتيكو بشكل جنوني، بينما يعيش مشجعو برشلونة وريال مدريد حالة من القلق المتصاعد. الفجوة بين أتلتيكو والقمة تتقلص كالثلج تحت الشمس، والجميع يدرك أن مواجهة الثلاثاء أمام برشلونة قد تكون نقطة تحول حاسمة في سباق اللقب. السيناريوهات تتراقص في أذهان المحللين: فوز أتلتيكو قد يشعل سباقاً محموماً نحو اللقب، بينما قد تكون هزيمة واحدة كافية لتدمير هذا الحلم الذهبي. "الضغط الآن على برشلونة أكثر من أي وقت مضى", يحذر المحلل الرياضي خوان كارلوس.
مع اقتراب المواجهة الحاسمة أمام برشلونة، يقف أتلتيكو مدريد على أعتاب كتابة فصل جديد في تاريخه الذهبي. 13 مباراة بلا هزيمة، ونرويجي يحصد الأهداف كالآلة، وجماهير تحلم بلقب جديد - كل المقومات متوفرة للعودة الكبيرة. السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل هذا بداية عام ذهبي جديد لأتلتيكو مدريد، أم مجرد وهج مؤقت سينطفئ أمام عمالقة الكرة الإسبانية؟
