في مشهد يشبه إعلان الحرب على المنافسين، اكتسح الاتحاد ملعب الشباب برباعية مدوية 4-0 لم تترك مجالاً للشك في هوية الوحش النائم الذي استيقظ للدفاع عن تاجه. هذه ليست مجرد نتيجة كروية عادية، بل رسالة صاعقة لكل من يحلم بخلع تاج كأس خادم الحرمين من رأس الملك الجالس على العرش. مع اكتمال عقد الأربعة الكبار، السؤال الآن: من يجرؤ على مواجهة الإعصار الأزرق في طريقه نحو التاريخ؟
كانت الرباعية أشبه بسيل عارم يجرف كل شيء أمامه، حيث قدم الاتحاد عرضاً استعراضياً جعل دفاعات الشباب تبدو كأوراق الخريف أمام عاصفة هوجاء. "لم أشهد هيمنة بهذا الشكل منذ سنوات، الاتحاد لعب كأنه يرسل رسالة لباقي المنافسين"، هكذا علق د. خالد السعيد، المحلل الكروي المتخصص، بينما كان محمد الاتحادي، المشجع العريق، يقفز في المدرجات وهو يهتف: "هذا فريقي يثبت للجميع أن اللقب لن يخرج من جدة بسهولة!"
خلف هذا الانتصار الساحق تكمن حقائق تكتيكية مذهلة، فالاتحاد لم يكتف بالدفاع عن لقبه بل يصنع إرثاً جديداً في تاريخ كرة القدم السعودية. مثل عودة الأسود لموطنها الأصلي، عاد حامل اللقب ليذكر الجميع لماذا وُضع التاج على رأسه في المقام الأول. المقارنة مع إنجاز الموسم الماضي تشير إلى أن الفريق لم يفقد شيئاً من بريقه، بل ازداد توهجاً وخبرة، وهو ما جعل الخبراء يضعونه في مقدمة المرشحين لتكرار المعجزة.
في مقاهي جدة ومجالس الرياض، لن يتوقف الحديث عن هذا العرض الناري الذي جعل كل بيت سعودي يتحدث عن قوة الاتحاد. أحمد الشبابي، الذي سافر من الدمام لمؤازرة فريقه، عاد بخفي حنين: "كنا نحلم بالمعجزة، لكن الاتحاد أثبت أن المعجزات الحقيقية تحدث فقط عندما تملك الموهبة والإرادة معاً." بينما تتسارع عمليات البحث عن تذاكر نصف النهائي، تلوح في الأفق مواجهات نارية بين الخلود والأهلي والهلال أمام الإعصار الأزرق المتأهب لالتهام كل من يقف في طريقه.
مع اقتراب موعد قرعة الأحد التي ستعقد في تمام الساعة الثالثة مساءً، يقف الاتحاد شامخاً كالجبل وسط عمالقة الكرة السعودية، مثبتاً أن الملوك لا يتنازلون عن عروشهم بسهولة. القرعة ستحدد من سيواجه هذا الوحش في نصف النهائي، لكن السؤال الحقيقي الذي يحير الجماهير: هل هناك فريق في السعودية قادر على كسر شوكة هذا العملاق الذي يبدو أنه لم يشبع بعد من طعم الانتصارات؟
