1093 ريال يمني - هذا هو الفارق الصادم بين سعر الدولار الواحد في عدن وصنعاء! في نفس البلد، نفس العملة، لكن ثلاثة أسعار مختلفة تماماً - مرحباً بكم في الكابوس النقدي اليمني. بينما تقرأ هذه الكلمات، يفقد آلاف اليمنيين مدخراتهم لحظة بلحظة. إننا على أعتاب كارثة مالية تاريخية!
في مشهد يصف عمق الأزمة النقدية التي يعيشها اليمن، شهدنا في يوم واحد فرقًا هائلاً في سعر الدولار بين عدن وصنعاء. بلغ سعر الدولار في عدن 1629 ريال للبيع بينما بلغ فقط 536 ريال في صنعاء، مما يعكس كارثة اقتصادية غير مسبوقة بنسبة 204%. "لم نعد نعرف ما هو السعر الحقيقي لعملتنا"، هذا ما صرح به أحد التجار في عدن وسط حالة من الذهول والصدمة.
عشر سنوات من الحرب والانقسام السياسي حولت اليمن إلى اقتصادين مختلفين، ما أسفر عن هذا التفاوت الجنوني. انقطاع الخدمات المصرفية ونقص العملة الصعبة هما الأسباب الرئيسية لهذا الوضع. الأزمة تشبه كارثة زيمبابوي الاقتصادية ولكن بوجود عملتين في نفس البلد. الخبراء يحذرون: "نتجه نحو انهيار كامل إذا لم يتدخل المجتمع الدولي فوراً".
في الحياة اليومية، تعاني الأسر من صعوبة شراء الضروريات، حيث تحتاج أم لطفل مريض إلى ثلاث حقائب من النقود لشراء دواء يحتاجه طفلها. النتائج المتوقعة قد تتمثل في موجة جوع جديدة تضرب الملايين، بالإضافة إلى فرص استثمارية محفوفة بالمخاطر. بين اليأس والغضب والبحث عن حلول فردية، يظل الشعب اليمني في مواجهة تحديات ضخمة.
عملة واحدة، بلد واحد، ثلاثة أسعار، مأساة واحدة كبيرة. هل سيشهد 2026 توحيد العملة أم مزيداً من التفتت؟ الوقت ينفد أمام اليمنيين للحفاظ على ما تبقى من اقتصادهم. كم من الوقت يمكن لشعب أن يصمد أمام انهيار عملته التاريخي؟
