وأكدت مصادر دبلوماسية عربية وغربية في صنعاء أن دار الرئاسة ستحتضن اليوم الاثنين حدثاً مهماً في تاريخ اليمن، يتزامن مع مرور عام على التوقيع على المبادرة الخليجية، باجتماع يضم لأول مرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، إضافة إلى سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والسفراء المعتمدين في اليمن، ومبعوث الأمم المتحدة إلى صنعاء جمال بن عمر وقادة الأحزاب السياسية في اليمن .
وأشارت المصادر لـ صحيفة ”الخليج” الاماراتية إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي سيلقي كلمة يحدد فيها الوضع القائم في البلاد والصعوبات التي تعترض تطبيق نصوص المبادرة الخليجية، التي تم التوقيع عليها في الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي في العاصمة السعودية الرياض، فيما ستتناول كلمات سيلقيها كي مون والزياني وابن عمر الدعم الذي يقدمه المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي لدعم مسار التسوية السياسية في البلاد وإنجاحها، وأن من شأن هذه المواقف أن تطلق عهداً جديداً في اليمن.
قد يعجبك أيضا :
وينظر مراقبون إلى هذا الحدث بأهمية خاصة نظراً لحرج الموقف القائم في البلاد، وسط أنباء عن وجود صعوبات جدية في تطبيق مسار التسوية السياسية من خلال تصلب مواقف بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، المقرر انطلاقه أواخر الشهر الجاري، خاصة قوى الحراك الجنوبي، التي لم تتفق حتى الآن على صيغة للمشاركة في هذا المؤتمر، إضافة إلى تمسك بعض الأطراف النافذة بخيار المواجهات المسلحة، الأمر الذي سيدخل البلاد في أتون أزمة عميقة لا نهاية لها .
وفيما تصر أطراف سياسية على ضرورة تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر الحوار الوطني، ومن بين ذلك استبعاد الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المشاركة في العملية السياسية المقبلة، إلا أن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح لا يزال متمسكاً ببقائه في قلب المشهد السياسي، ما يعرض العملية السياسية برمتها إلى الانهيار . يضاف إلى ذلك الصعوبات التي لا تزال تواجه الرئيس عبدربه منصور هادي في إعادة هيكلة مؤسستي الجيش والأمن كخطوة مطلبية لشباب الثورة قبل الدخول في الحوار الوطني .
من جهة أخرى، كشفت مصادر حكومية مسؤولة عن تعهدات بتقديم مساعدات تمويلية إضافية جديدة لليمن من بعض دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أن قطر تعهدت للرئيس هادي خلال زيارته اليها في إطار جولته الخليجية الأخيرة، بتقديم تمويلات جديدة وإضافية إلى جانب المساعدات المعلنة والمقدمة من أكثر من بلد خليجي خلال مؤتمر الرياض للمانحين، والاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك أواخر سبتمبر/ أيلول المنصرم التي تصل إلى 650 مليون دولار .