الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: صدمة أسعار الصرف اليوم - الدولار يقفز لـ535 ريال يمني في عدن وصنعاء!
عاجل: صدمة أسعار الصرف اليوم - الدولار يقفز لـ535 ريال يمني في عدن وصنعاء!

عاجل: صدمة أسعار الصرف اليوم - الدولار يقفز لـ535 ريال يمني في عدن وصنعاء!

نشر: verified icon مروان الظفاري 28 نوفمبر 2025 الساعة 07:40 صباحاً

في تطور مؤلم جديد يعكس عمق الأزمة الاقتصادية، سجل الدولار الأمريكي 535 ريالاً يمنياً في أسواق الصرافة بعدن وصنعاء، في رقم يصرخ بالمأساة التي يعيشها 30 مليون يمني يومياً. ما كان يشتري به المواطن اليمني سيارة في عام 2014، لا يكفي اليوم لشراء هاتف متوسط المواصفات، بينما تواصل العملة الوطنية انهيارها بلا رحمة أمام أعين المواطنين العاجزين.

وسط أكوام الأوراق النقدية المهترئة في أسواق الصرافة، يروي أحمد الصرافي من عدن مشهداً مؤلماً: "الوضع كارثي والمواطن البسيط هو الضحية الأكبر، أرى أمامي يومياً وجوه القلق والخوف من المستقبل". الأرقام تتحدث بوضوح قاسٍ: اليورو وصل إلى 646 ريالاً - ما يعني أن العملة الأوروبية الواحدة تساوي راتب موظف حكومي لأسبوعين كاملين، بينما فاطمة أحمد، ربة بيت من صنعاء، تحاول بيأس شراء احتياجات أطفالها براتب زوجها المتآكل يوماً بعد يوم.

خلف هذه الأرقام المرعبة تكمن مأساة بدأت منذ 2014 مع انقسام البنك المركزي وتوقف صادرات النفط التي كانت شريان الحياة للاقتصاد اليمني. نقص العملة الصعبة والحرب المستمرة حولا الريال إلى ورقة بلا قيمة، في أزمة تشبه ما حدث في لبنان وفنزويلا عندما انهارت عملاتهما. د. علي النهاري، الخبير الاقتصادي، يحذر من موجة جديدة قادمة: "التدهور لم يصل لقاعه بعد، والأسوأ قد يكون في الطريق".

في شوارع صنعاء وعدن، تعيش الأسر كابوساً يومياً حيث تحتاج ربة البيت لراتب شهر كامل لشراء احتياجات أسبوع واحد فقط. الدرهم الإماراتي البالغ 149 ريالاً لا يكفي سوى لشراء ثلاثة أرغفة خبز، بينما يفرح المغتربون اليمنيون في الخليج بقدرتهم على إرسال مبالغ أكبر لأسرهم. محمد العبسي، مغترب في الرياض، يقول بمرارة: "أفرح بضعف عملة وطني لأنني أستطيع مساعدة أهلي أكثر - أي مفارقة مؤلمة هذه؟" الخبراء ينصحون المواطنين بتجنب الادخار بالريال والتحول للذهب أو العملات الصعبة لحماية ما تبقى من مدخراتهم.

بينما تواصل هذه الأرقام الصادمة رسم خريطة المعاناة اليمنية، يبقى السؤال الأهم معلقاً في سماء الوطن الجريح: متى ستتوقف نزيف العملة الوطنية؟ أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟ الريال اليمني اليوم كقطرة الماء في الصحراء - كلما مرت الأيام، قل وجوده وازدادت الحاجة إليه، في مأساة تتطلب تدخلاً عاجلاً قبل أن تبتلع الرمال المتحركة ما تبقى من أمل الشعب اليمني.

شارك الخبر