في إنجاز هندسي مذهل بتكلفة 470 مليون ريال، حول جسر صفوى - رحيمة أحلام المنطقة الشرقية إلى واقع استثنائي، حيث يحلق الجسر البحري 3 كيلومترات فوق الأمواج ليختصر رحلة الساعتين إلى مجرد 30 دقيقة. لكن وسط هذا الإنجاز التاريخي، يحذر خبراء السلامة من مخاطر خفية قد تهدد حياة المصطافين والصيادين الذين يتدفقون بالآلاف لاستكشاف هذه المعجزة الهندسية.
أبو محمد، الصياد الخمسيني الذي اعتاد الرحلات المرهقة لممارسة هوايته، لا يصدق التحول الجذري: "كنت أقضي ساعات في الطريق، والآن أصل في نصف ساعة لأجمل مواقع الصيد!" يتضمن المشروع الذي دشنه أمير المنطقة الشرقية جسراً دواراً هندسياً بطول 300 متر وإنارة تمتد 15 كيلومتراً، لكن التحدي الحقيقي يكمن في ضمان السلامة لمرتاديه. المهندس خالد، مطور المشاريع السياحية، يرى فرصة ذهبية: "هذا الجسر سيغير خريطة الاستثمار السياحي بالكامل."
الجسر، الذي يُعتبر رمزاً لطموح رؤية المملكة 2030، ينضم لقائمة الجسور الاستراتيجية الكبرى مثل جسر الملك فهد، ويمثل شريان حياة يربط حاضرة الدمام بمدينة رحيمة. د. سارة العمران، خبيرة النقل والمواصلات تؤكد: "هذا الجسر سيغير خريطة التنقل بالكامل ويدعم النمو الاقتصادي لعقود قادمة." التصميم الهندسي النوعي يشمل تحسينات على المداخل والمخارج وأنظمة إنارة متطورة، مما يجعله أكثر من مجرد طريق - بل معلماً حضارياً.
لكن النجاح الحقيقي لن يتحقق دون تأمين الاستخدام الآمن للجسر، خاصة مع توافد المصطافين والصيادين بأعداد متزايدة. فاطمة السكران، ربة بيت تتردد على المنطقة، تشارك فرحتها: "كنا نحتاج ساعتين للوصول، الآن 30 دقيقة فقط! لكنني أشعر بالقلق من رؤية بعض الشباب يتسلقون الحواجز للتصوير." الخطر الخفي يتمثل في الاستخدام العشوائي للجسر، من الجلوس على الحواجز إلى ممارسة الصيد في مناطق غير مخصصة. المسؤولون يؤكدون على ضرورة رفع الحواجز بمواد زجاجية أو شبكية لمنع التسلق، وتخصيص ممرات آمنة للمشاة.
هذا الإنجاز التاريخي بتكلفة 470 مليون ريال يفتح آفاقاً استثمارية وسياحية لا محدودة، ويُتوقع أن يحول المنطقة لمركز جذب إقليمي خلال السنوات القادمة. الفرص الاستثمارية تنتظر المبادرين الأوائل، من المشاريع السياحية البحرية إلى التطوير العقاري، بينما يجب الحفاظ على أعلى معايير السلامة. هل ستكون من المستفيدين الأوائل من هذا الإنجاز التاريخي، أم ستنتظر حتى تزدحم الفرص؟