في تطور مفاجئ يثير قلق آلاف الأسر السعودية، كشفت مصادر مطلعة أن 3 مكالمات هاتفية فقط تفصل المستفيدين عن فقدان راتب الضمان الاجتماعي بشكل نهائي. هذه الحقيقة الصادمة التي لا يعرفها معظم المستفيدين قد تحول أحلام آلاف الأسر إلى كابوس حقيقي خلال أيام قليلة، حيث أن 15 دقيقة فقط من المقابلة مع الباحث الاجتماعي كفيلة بتحديد مصير أسرة كاملة لمدة سنة قادمة.
أم سعد، أرملة تبلغ من العمر 45 عاماً ولديها 4 أطفال، تروي تجربتها المؤلمة: "لم أتخيل أن عدم ردي على مكالمات الباحث بسبب مرضي سيؤدي لتوقف راتبي بالكامل". وتضيف بحسرة: "الآن أطفالي يسألونني عن المال، وأنا لا أملك إجابة". هذه القصة المؤثرة تتكرر يومياً في أحياء مختلفة من المملكة، حيث تواجه أكثر من مليون أسرة مستفيدة خطر الزيارة المفاجئة للباحث الاجتماعي التي قد تنهي استحقاقها للدعم إلى الأبد.
خلف هذا الإجراء الصارم تقف رؤية حكومية طموحة لضمان العدالة الاجتماعية ومنع استغلال نظام الضمان الاجتماعي المطور. د. فهد التركي، خبير في السياسات الاجتماعية، يوضح: "التحقق الميداني ضرورة حتمية لضمان وصول الدعم للمستحقين الفعليين وليس للمتلاعبين". ويشير إلى أن هذا النظام الجديد يشبه فحص السيارة السنوي - إجراء روتيني لكن مصيري، حيث يمكن لقرار واحد أن يغير مجرى حياة أسرة بأكملها.
التأثير الحقيقي لهذه الإجراءات بدأ يظهر في الحياة اليومية للمستفيدين، حيث باتت رنة الهاتف تثير الرعب في قلوب آلاف الأسر. منى الأحمدي، مستفيدة نجحت في اجتياز الزيارة، تصف تجربتها: "كان خفقان قلبي يصل لأذني عندما طرق الباحث الباب، رغم أنني لم أفعل شيئاً خاطئاً". أما أبو محمد، العاطل منذ عامين والذي نجح في تجديد استحقاقه، فيؤكد: "التعاون الكامل مع الباحث كان مفتاح نجاحي، جهزت كل الوثائق وأجبت بصدق على جميع الأسئلة".
مع توقع الخبراء تطوير نظام إلكتروني متقدم يقلل الحاجة للزيارات الميدانية مستقبلاً، تبقى الحقيقة الراهنة صارخة: نظام الضمان الاجتماعي يتحول نحو مزيد من الشفافية والعدالة. هذا التطور يمثل فرصة ذهبية للمستفيدين الحقيقيين لضمان استمرار دعمهم، لكنه في الوقت نفسه تحذير شديد لمن يحاولون التلاعب بالنظام. السؤال الآن محرج وحاسم: هل أنت مستعد حقاً لاستقبال الباحث الاجتماعي؟ أم ستكون من الذين يفقدون دعمهم بسبب عدم الاستعداد؟
