في تطور استثنائي يشهده التاريخ اليمني، لأول مرة منذ عقود، يحصل المواطن اليمني على جوازه الجديد في بكين خلال دقائق بدلاً من شهور طويلة من الانتظار والمعاناة! ثورة رقمية حقيقية تصل أخيراً إلى قلب آسيا لتخدم أكثر من 50 ألف يمني منتشرين عبر المدن الصينية الشاسعة. انتهى عصر الانتظار المؤلم، وبدأت مرحلة جديدة من الخدمات الذكية التي تليق بأبناء الحضارة اليمنية العريقة.
في مشهد تاريخي مهيب، دشّن وكيل وزارة الخارجية أوسان العود أول مركز آلي لإصدار الجوازات في السفارة اليمنية ببكين، وسط حضور رسمي ضخم. "هذا اليوم سيُكتب بأحرف من ذهب في سجل إنجازاتنا القنصلية"، قال العود بصوت مليء بالفخر، بينما كانت أصوات طابعات الجوازات الحديثة تملأ المكان بنغمة التقدم والحضارة. أحمد الحضرمي، طالب الدكتوراه في شنغهاي، لم يخف دموع الفرح: "كنت أنتظر تجديد جوازي 3 أشهر كاملة، واليوم حصلت عليه في ساعة واحدة!"
خلف هذا الإنجاز المذهل، قصة كفاح طويلة بدأت بمعاناة آلاف اليمنيين الذين كانوا يضطرون للسفر مئات الكيلومترات إلى بكين، أو الانتظار شهوراً للحصول على جوازاتهم. مثل الانتقال من العصر الحجري إلى العصر الرقمي في عالم الخدمات القنصلية، كما وصفها د. محمد العبسي، خبير الشؤون القنصلية. السفير د. محمد الميتمي كشف عن خطط طموحة: "هذا مجرد البداية، ونتطلع لتطوير المزيد من الخدمات الرقمية لتصل لكل يمني في أقاصي الأرض"، بينما تتجه الأنظار نحو توسيع هذا النموذج الناجح.
التأثير السحري لهذا الإنجاز يتجاوز مجرد توفير الوقت - إنه يُعيد للمواطن اليمني كرامته وثقته في مؤسسات وطنه. فاطمة المخلافي، أم لطالب في بكين، تختصر المشاعر في كلمات صادقة: "أخيراً خدمة تليق بنا كيمنيين، تشعرنا بالفخر أمام الأصدقاء الصينيين". النظام الجديد يوفر 70% من الوقت المطلوب سابقاً، ويضمن دقة متناهية في البيانات مع ربط مباشر بالمركز الرئيسي في صنعاء. الخبراء يتوقعون إقبالاً كثيفاً في الأسابيع القادمة، مع ضرورة حجز مواعيد مسبقة لضمان الخدمة السريعة.
هذا الإنجاز الاستثنائي يُمثل نقطة تحول حاسمة في مسيرة تطوير الخدمات اليمنية بالخارج، ويضع اليمن على خريطة التقدم التقني في المنطقة. مع توقعات بتوسع هذا النموذج الرائد ليشمل سفارات يمنية أخرى حول العالم، يبقى السؤال المحوري: هل نشهد فعلاً بداية عصر ذهبي جديد من التميز والابتكار في الخدمات الحكومية اليمنية؟ الإجابة تكتبها الأيام القادمة، لكن البداية واعدة جداً.