في تطور صادم يهز أركان السلطة في اليمن، أعلن رئيس الحكومة سالم بن بريك قراراً ثورياً يمنع سفر الوزراء والمسؤولين الحكوميين إلى الخارج، في خطوة جريئة لوقف إهدار 70% من إيرادات البلاد بينما يواجه 35.6 مليون يمني شبح المجاعة والموت جوعاً. هذا القرار التاريخي قد ينقذ اليمن من الانهيار الكامل أو يأتي متأخراً جداً لإنقاذ الملايين من مصير مأساوي محتوم.
خلال اجتماع مجلس الوزراء في عدن، أطلق بن بريك قنبلة سياسية عندما أعلن أن "التوسع غير المبرر في سفريات الوزراء لن يُسمح باستمراره"، في إشارة واضحة لوقف نزيف الأموال العامة. فاطمة المحمدي، موظفة حكومية من عدن، تبكي وهي تروي: "لم أتقاض راتبي منذ 6 أشهر وأطفالي الخمسة ينامون جياع، بينما نرى الوزراء يسافرون للعواصم الأجنبية بأموالنا". الدكتور أحمد الصالحي، خبير اقتصادي، يؤكد أن هذه الخطوة المتأخرة قد توفر 40% من نفقات السفر الحكومي التي تبتلع ملايين الدولارات سنوياً.
جذور هذه الأزمة المدمرة تمتد لأكثر من عقد من الصراع الدامي بين التحالف السعودي والحوثيين، الذي حوّل الاقتصاد اليمني إلى سفينة تغرق والمسؤولون يرقصون على سطحها. استهداف الحوثيين لموانئ تصدير النفط منذ 3 سنوات أدى لتوقف 70% من إيرادات البلاد، بينما انهارت قيمة العملة وتبخرت احتياطيات النقد الأجنبي. كما فعلت بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية عندما منعت السفريات الحكومية غير الضرورية، يحاول بن بريك الآن تطبيق نفس الاستراتيجية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد منهار.
التأثير الفوري لهذا القرار سيكون كالصاعقة على أوساط المسؤولين الذين اعتادوا على الرحلات الباهظة، بينما يترقب الشعب اليمني بفارغ الصبر تحرير أموال إضافية لدفع رواتب الموظفين والخدمات الأساسية. علي الحضرمي، مواطن من عدن، يعبر عن مشاعر الملايين قائلاً: "أخيراً قرار شجاع، فنحن نرى الوزراء يسافرون وأطفالنا ينامون جياع". 80% من السكان الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية قد يشهدون تحسناً تدريجياً في الخدمات، لكن التحدي الأكبر يكمن في تنفيذ هذه القرارات وسط مقاومة محتملة من المسؤولين المستفيدين من النظام الفاسد.
بينما يقف اليمن على حافة الانهيار الكامل، يحمل قرار بن بريك بذرة أمل جديدة لشعب عانى الويلات لأكثر من عقد. هل ستنجح هذه الخطوة الجريئة في وقف نزيف الفساد وإنقاذ الملايين من المجاعة؟ أم أن الوقت قد فات والدمار أصبح أعمق من أن تصلحه قرارات التقشف؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، والشعب اليمني ينتظر بقلوب مليئة بالأمل والخوف معاً.